لا صوت يعلو في الأيام الماضية فوق صوت اللاعب الأشهر في البرازيل وأحد أشهر وأعظم اللاعبين في العالم خلال العقد الأخير ألا وهو اللاعب البرازيلي وقائد منتخب بلاده والذي ارتدى شارة الكابتنية وهو في عمر الـ26 سنة نيمار دا سيلفا ليصبح بذلك ثاني لاعب يرتدي شارة القيادة في البرازيل ويمثّل نادي الهلال بعد النجم الشهير روبرتو ريفيلينو خلال الفترة من 1978 وحتى 1981، محبوب البرازيليين الأول أصبح الآن في السعودية وانضم إلى نادي الهلال لتستمر رسالة المملكة والتي تود تقديمها للعالم بأننا قادمون لنكون ضمن الدوريات الخمسة الكبرى في العالم خلال السنوات القريبة القادمة، وفي هذه المقالة سنجيب على السؤال الأبرز (لماذا نيمار؟) وهل يخدم المشروع الحالي للكرة السعودية أم لا؟
إن أردنا الإجابة على هذه الأسئلة فقد يطول الحديث ولن نستطيع تغطية كافة جوانب الصفقة لكونها تاريخية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى، إن بدأنا بالحديث عن صداها فلن تجد صفقة أحدثت مثل هذه الضجة وردة الفعل سوى قدوم اللاعب الأشهر على مستوى العالم كريستيانو رونالدو في صفقة أجبرت أعين العالم حينها على النظر لمشروع المملكة الرياضي القادم، ولعلّكم في الأيام القليلة التي كانت تسبق يوم الإعلان الرسمي عن التعاقد مع نيمار تم تداول خبر إتمام الاتفاق معه في وسائل التواصل الاجتماعي وضمن الأخبار العاجلة في نشرات الأخبار الرئيسية بأسلوب تقديم مشابه لما يتم تقديمه عند نشر أي خبر يهم العالم أجمع، إن سألتموني قبل شهرين من الآن عن فكرة التعاقد مع نيمار في الهلال وأن يكون البديل بعد عدم إتمام صفقة التعاقد مع ميسي لرفضت هذه الفكرة فوراً ودون تفكير لأسباب تتعلق بداخل الملعب، فالجميع يعلم مسيرة اللاعب خلال المواسم الأربعة الماضية وتكرار الإصابات فيها والتي قد تُغيّبه مالا يقل عن ثلث الموسم مع فريقه، ومثل هذه الصفقة بهذا الكم من الإصابات لاشك بأنه تهديد حقيقي لمسيرة اللاعب واستمراريته مع الفريق، وإن سألتموني الآن عن خطوة التعاقد معه لقُلت بأنها الصفقة الأعظم في تاريخ الهلال دون مبالغة, إذن لماذا تبدّلت الآراء؟
بكل بساطة لأنه عند نهاية الموسم الماضي اتّضح أن الهلال بحاجة ماسة للتجديد وللتغيير على مستوى اللاعبين داخل الملعب وخارجه، وقدوم لاعب كنيمار في ظل تلك الحاجة قد يجعل النادي في مشكلة أكبر وهو الذي بحاجة للتعزيز في كل خانة لقناعتي بأن جيل الهلال التاريخي الحالي قد أوشك على الانتهاء لعوامل السن عند بعضهم وعامل التشبّع وتحقيق كل مايمكن تحقيقه، لذا فقد كان الوضع لايسمح بجلب أي لاعب لايُستفاد منه على الأقل في 80 % من الموسم، وهذا كان رأيي بعد عدم الاتفاق مع ميسي والذي كان سيجلب معه لاعبين كبار سن سيدخل معهم الهلال في مشكلة أكبر مما كان هو فيه، أما الآن وبعد أن عزز الهلال صفوفه بلاعبين لم يكن متوقعاً قدومهم لدورينا لعدم استيعابنا نهاية الموسم بمدى القفزة التي ستتم في رياضتنا بالتعاقد مع لاعبين سوبر وقادة في أنديتهم ومنتخباتهم أصبحت فكرة التعاقد مع نجم كنيمار فكرة مغرية للتنفيذ، مغرية خارج الملعب قبل داخلها، حتى وإن غاب عن الفريق للإصابات فتشكيلة الهلال الآن باتت قادرة على تحمل تبعات غياب لاعب كنيمار أو غيره على عكس السابق بعد تلك التعاقدات النوعية للاعبين أتوا ليكونوا أساسيين في الهلال وليصبح الفريق ولأول مرة يعتمد اعتماداً رئيسياً على أجانبه في التشكيلة الرئيسية وهذا يؤكد ماذكرته بأن الهلال كان بحاجة إلى التجديد وإعادة تكوين الفريق، أما الإضافة المنتظرة منه خارج الملعب فأستطيع القول بأنها بدأت وهي بالنسبة لي تشكل مايقارب 40 % من أهمية التعاقد معه، يكفي القول بأنه الشخصية الأكثر شهرة والمحبوب الأول عند أكثر من 200 مليون برازيلي حتى أن أهميته جعلت من رئيس البرازيل يخرج لنا بتصريح يهاجم من تسبب بإصابة نيمار الشهيرة مع منتخب بلاده في تأكيد حول قيمته في بلاده، نيمار اللاعب الوحيد الذي استطاع أن يزاحم القمة التي كان عليها ميسي ورونالدو سنين طويلة ولم يستطع أي لاعب آخر خلافه مهما حقق من منجزات فردية أو جماعية أن يقترب ولو قليلاً من نجومية وشهرة وتأثير هذا الثنائي حتى الآن، ولكي نعرف قيمة نيمار يتّضح ذلك من خلال قيمة شراء عقده من نادي باريس سان جيرمان بمبلغ لم يصل إليه أحد حتى الآن وهو 222 مليون يورو، وعلى الرغم من أن انتقاله للنادي الباريسي جعلتنا نفقد مشاهدته قليلاً إلا أن قيمته وشهرته لم تزل باقية من خلال عقود الرعاية وتفوقه في بعضها على الثنائي كريستيانو وميسي، أعذروني فالحديعن هذه الصفقة وتأثير اللاعب يتجاوز حدود المقالة الواحدة ونادٍ كالهلال بحاجة إلى أن يكون في صفوفه لاعب بهذه القيمة ليعرّف العالم من خلاله بمنجزات النادي، النادي الأكثر بطولات محلياً وقارياً والذي حقق العديد من المنجزات الفردية للاعبيه والجماعية والتي كان آخرها تحقيق وصافة العالم خلف ريال مدريد، تاريخ الهلال عظيم وبحاجة إلى أن يعرف العالم ذلك، أخيراً مايحدث اليوم لم نكُن حتى لنتخيله لولا توفيق الله ثم دعم عراب الرؤية وقائدها وملهم الشباب سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
رسالتي: للجماهير التي بدأت بالمتابعة حول العالم، مازلنا في أول الطريق وهنا الأحلام وُجدت لتتحقق..
** **
- محمد العويفير
@owiffeer