عبد الله سليمان الطليان
إنه يمثل انحطاطاً أخلاقياً مؤسفاً، يجعل ذوي العقول البصيرة والحصيفة تستهجن تلك السلوكيات والأقوال المشينة التي تتعارض مع الدين والعادات والقيم والأخلاق العالية.
يتمثل ذلك في نشر الفضيحة لتحقيق شهوة النفس نحو حب الشهرة عبر قنوات التواصل الاجتماعي والتي شاعت في وقتنا الحاضر على نحو مخجل ومزرٍ, بدأت دائرة انتشاره تتسع يوماً بعد يوم. لقد ابتلينا بالتقليد الأعمى لمفهوم الحرية الشخصية القادمة من الغرب التي تقول إن الإنسان إذا حقق رغبات النفس الجامحة فإنه سوف يحصل على السعادة.
قطعاً إن هذا الانحدار له عواقب وخيمة ومدمرة على الأسرة, وخاصة على الأطفال والمراهقين الذين تعتبر عقولهم في حالة من الفورة الشديدة التي تنجذب إلى التقليد المفرط، ومع تزايد تلك المشاهد وضغوطها المتكررة وملاحقتها وتتبع أحداثها بشكل جارف, مع الوقت تولد لديهم البلادة النفسية وتنزع الحياء الذي هو شعبة من الإيمان التي يجب أن يتحلى بها المسلم في حياته.
يعتقد البعض أن هناك تضخيماً ومبالغة في هذه الحالات لأنها فردية تأثيرها محدود، إن هؤلاء بعيدون عن الواقع ويطرحون رأياً بدون معرفة جادة بالأثر وخطورته، نقول لهم (معظم النار من مستصغر الشرر).
أتمنى من كل أسرة متابعة الأبناء والحرص الشديد على ألا يقعوا ضحية لتلك السلوكيات المشينة، وأن لا يتعذر الأب أو الأم بكثرة المشاغل والأعمال أو يتعمدوا الإهمال غير مبالين بالعواقب، هناك فئة تكاد تكون تلك السلوكيات أكثر عمقاً في التأثر وهم الأبناء الذين يعيشون وضعاً اجتماعياً ممزقاً بعيدون عن الأب أو الأم مشتتون وبلا أسرة أتمنى أن يعطوا اهتماماً وعناية أكبر من قبل من يعولهم، يحتسب في ذلك الأجر من الله.