سلطان بن محمد المالك
تحظى الرياضة بشكل عام بالمملكة والأندية الرياضية بشكل خاص بدعم سخي واهتمام كبير من قبل حكومتنا الرشيدة، وتعد الرياضة إحدى أهم ركائز رؤية 2030 بغرض تنويع الاقتصاد ورفع مستوى الرفاهية وجودة الحياة. وإدراكاً من حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الرياضة لأهمية الاستقرار المالي للأندية وألا يكون مصدره الوحيد الدعم الحكومي، فقد تم إطلاق مشروع خصخصة الأندية وفيها تحفيز للراغبين في الاستثمار في قطاع الرياضة وبالخصوص في الأندية الرياضية.
ومع تطبيق تخصيص الأندية الرياضية ودخول صندوق الاستثمارات العامة في الاستثمار في 4 أندية ودخول شركات كبرى في الاستثمار في بعض الأندية بدأنا نلحظ الأثر الاقتصادي الكبير مع التنوع في فرص الاستثمار الرياضي. فهناك حقوق للأندية بعد تخصيصها وتشمل الموارد والمداخيل المتنوعة مثل حقوق البث والنقل التلفزيوني، عقود الشراكات والرعايات والإعلانات والتي سوف ترتفع بشكل أكبر بعد الخصخصة، بيع عقود اللاعبين، بيع منتجات النادي والعوائد التي يتم الحصول عليها خلال كل مباراة من بيع وتذاكر وغيرها.
مؤخراً شهدت الرياضة السعودية مرحلة جديدة من صناعة التميز وزيادة الفعاليات واستضافة وتنظيم الأحداث الرياضية العالمية وإقامتها في المملكة، وإطلاق المبادرات بما يحقق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة وهذا مؤشر رائع للتوجه عن تطوير القطاع الرياضي في المملكة.
ما تم الإعلان عنه سابقاً من شراكة استراتيجية جمعت بين كل من شركة القدية للاستثمار، وشركة وسط جدة للتطوير اللتين تتبعان لصندوق الاستثمارات العامة، عبر أربعة عقود شراكة مع أندية الهلال، والنصر، والأهلي، والاتحاد مقابل ثمانية مليارات ريال لمدة عقدين تبدأ من العام 2022، هو خير مثال لنقلة نوعية في تطوير الرياضة بالمملكة وعامل جذب لتخصيص الاندية. الأثر الإيجابي لمثل هذه الشراكات كبير جداً على الأندية وسوف يدعم ميزانياتها ومواردها ويوفر لها ملاعب ومقرات على مستوى عالمي، كما سيفتح لها المجال بشكل أفضل في إنجاح عمليات التخصيص. مثل هذه الشراكات تخدم جميع الأطراف سواء بدعم المحتوى المحلي عبر مختلف الفرص الاستثمارية التي تولد فرص العمل لأبناء وبنات الوطن، كما سيدعم الأندية في مساعدتها على تحقيق التميز الرياضي على الصعيدين المحلي والعالمي.
هذا العام شهد نقلة كبيرة جداً في تسويق السعودية رياضياً من خلال استقطاب عدد كبير من أبرز اللاعبين العالميين من أفضل الأندية العالمية الشهيرة. وأثر ذلك بدأ واضحاً من خلال اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالدوري السعودي وأحداث الرياضة لدينا، بل لا أبالغ في القول إن كثيراً من القنوات الفضائية العالمية بدأت تتسابق بنقل الدوري السعودي عبر قنواتها.
ومن أجل تحقيق تطلعات رؤية 2030 بما يخص الرياضة بأن تكون المملكة بلداً مضيافاً للفعاليات والأنشطة الرياضية فلابد من زيادة الاهتمام بتطوير المنشآت القائمة واستحداث منشآت جديدة والاهتمام بالنقل التلفزيوني وفق أحدث التقنيات العالمية المتاحة للبث الفضائي، والعمل على أن تكون المملكة محطة مهمة عالمياً لإقامة الفعاليات الرياضية المتنوعة وهذا بالتأكيد سوف يشجع على قبول طلبات المملكة لإستضافة المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية المتنوعة.