رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
إذا كانت حائل الجميلة الأنيقة عروس الشمال.. فـ(فيد) التاريخية التابعة لها نجمة المتاحف الطبيعية.. فهي تتزيَّن كل يومٍ باكتشاف أثري يعزِّز نجوميتها ومكانتها ويجعلها مقصداً سياحياً (عالمياً) لمحبي اكتشاف القديم وقراءة التاريخ.. واليوم ومع استلام هيئة التراث لمسؤولية الآثار تحت مظلة وزارة الثقافة بدأت الاهتمام بإبراز المخزون التراثي والمحافظة عليه ونشر ثقافة التراث.
فيد تحتفل قريباً بمتحفها الأنيق إلى جانب أنها متحف طبيعي ينطق بتاريخ حضاري أزلي.. وجاء التنقيب عنه ليكشف لنا نمطاً عمرانياً وتاريخياً اجتماعياً ودورها في تلك الحقبة من الزمن.. واليوم جاء متحفها الذي لامس العالمية بتصميمه وإخراجه وإعداده ليصبح نافذة ثقافية يهدي الزائر تاريخ (المدينة فيد القديم) ما قبل الإسلام وما بعده وحكاية هذا المتحف بدأت في عام 1431هـ عندما كشف سمو الأمير (سعود بن عبدالمحسن) أمير منطقة حائل في تلك الفترة ورئيس الهيئة العليا للتطوير سابقاً.. عن إنشاء متحف على أفضل المستويات.. والذي جاء بدعم من رجل الأعمال محمد بن عبداللطيف جميل بمبلغ يزيد عن عشرة ملايين ريال.
تشرّفت قبل شهر بزيارة هذا المتحف والذي حمل اسم (مركز زوار حصن فيد الأثري)، حيث تم تقسيمه إلى أجنحة وزوايا متعددة كل جهةٍ تحمل معلومة تاريخية مدعومة بالأرقام والخرائط والصور والوثائق والإحصاءات ولقطات الفيديو المشوقة مع تعليق متكامل المعلومة.. ناهيك عن عرض لبعض المجسمات الحجرية والعملات المعدنية التراثية.. لينتهي بك المطاف إلى صالة السينما المصغرة.
تقف مندهشاً من ذلك الإنجاز الحضاري لحفظ الموروث وعبق الماضي.. والذي شمل أيضاً تغطية لتراث حائل الجميل من فنون وصناعات تراثية وأكلات شعبية.. وقد سررت وشدني إعجاباً أولئك الشباب الذين استقبلونا وفاضوا علينا ببعض المعلومات عن حكاية المدينة التراثية (فيد) ومنهم الشاب سعود الغربي وحمد رشود الحمد.. فباقة شكر لهما ولإدارة المركز على الحفاوة وحسن الاستقبال..وجميل أن يكون هناك لوحة جانبية تشير إلى إن هذا المبنى هدية من أبناء (عبداللطيف جميل) ضمن المشاركة المجتمعية.. حتى نقول للمحسن أحسنت وبارك في جهودك.
إن الحصن الأثري وقصر خراش ليس هما الآثار وحسب في مساحة (فيد) الجغرافية لكن هناك عدة آبار وبرك وكهوف متفرقة حيث إنها محطة في طريق الحاج ولقيت اهتماماً من زبيدة زوجة هارون الرشيد.. ويحتاج هذا إلى جهود تبرزها لتصبح مواقع يسهل زيارتها والتعرف عليها.. وجميل التشجيع على توفير مقومات السياحة الأثرية ومنها الوحدات السكنية والإرشاد السياحي المتخصص.. ويبقى وطننا الغالي زاخراً بتراث عمراني قديم وآثار متنوعة ستجعله رائد في الكشف والتنقيب..وفق حكومتنا إلى ذلك.. وإلى اللقاء.