د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا جدال أن البطالة خطر على أي مجتمع، وتتمثل خطورة البطالة في كونها مهددة للاستقرار والسلم الاجتماعي الأمني. كل التقارير الدولية التي صدرت عن منظمة اليونسكو وعن البنك الدولي تؤكد أن البطالة تنمو وتزدهر دائماً عندما يفشل التعليم في إكساب طلابه مهارات وقيم العمل المعاصرة. خصوصاً ما سمي مهارات القرن 21،
ويمكن القول إن الدول تواجه البطالة بسلاحين، أولهما (الرؤية السياسية)، وتحديداً مدى قدرة هذه الرؤية التنبؤ بالمستقبل وعلى معالجة تشوهات سوق العمل، وعلى توفير مناخ عام من العدالة الاجتماعية يحترم الكفاءات المهنية، ويحفز كل فرد على العمل، ويحسن مستوى أدائه ويرفع مستوى إنتاجيته.
أما السلاح الثاني الذي تواجه به الدول البطالة فهو (التعليم). بعض النظم التعليمية وصلت إلى مستوى عالٍ من الفاعلية والكفاءة التعليمية مكنها من مكافحة البطالة، ومواجهة ما حدث من تغيرات مهولة على خارطة مستجدات مهن سوق العمل.
ومع قرب نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة اختفت من سوق العمل مهن كثيرة، وظهرت في المقابل مهن وفرص عمل جديدة تتطلب نمطاً جديداً من التعليم ، وتتطلب كذلك مهارات وقيم عمل جديدة.. ولكي تنجح نظم التعليم في إعداد طلابها لدخول عالم المهن الجديدة كان عليها أن تنجح في تزويد طلابها بمهارات جديدة أطلق عليها التربويون مهارات التعلم في القرن الحادي والعشرين (21st century Learning Skills).. ويأتي على رأس تلك المهارات مهارات مثل: التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، ومهارات التواصل، والعمل الجماعي.