نوف بنت عبدالله الحسين
لست هنا بصدد كتابة مقالة عن الفيلم الوردي الذي شغل العباد والبلاد ما بين مؤيد أو ناقد، وأحترم كثيرًا جميع وجهات النظر سواءً مع أو ضد، لكنني سأكتب عن الظاهرة الوردية التي دخلت عنوة شئنا أم أبينا، فصارت (ترند) في اللبس والمشروبات والأطعمة، وكأننا ننتظر فرقعة جديدة تضفي القليل من المرح مع رشة وردية في كل شيء.
إن ظاهرة الخروج عن المألوف يسهم كثيرًا في تخطّي حدود المنطق، مما يساعد على الخلق والابتكار، وهذا ما يقوم به الفنانون والمبتكرون عادة، لكن حين تتوسّع الدائرة فإن الكل سيكون قادرًا على صناعة شيء مختلف حتى وإن كان على نطاق ضيق، إنه من المبهج أن نبتكر أسلوبًا مميّزًا في نمط حياتنا، لكن ، هل جربنا أن نبتكر عبارات شكر أخاذة تدخل القلب وتلفت النظر وتستقر في الوجدان. هل جربنا يومًا أن نمر في مكان عابر ونضع لمسة ملفتة وبصمة أخاذة؟ هل فكرنا يومًا بمشاركة مقترحاتنا ومتابعة تحقيقها لتتحوّل من فكرة إلى مشروع ملموس؟
كثيرة هي الأمور التي نستطيع أن نؤثر فيها إذا أردنا، لكننا نحتاج إلى شيء يستفزنا وأن نبتعد عن ما يخدّر خطواتنا أو يعيقها، فإذا اعتدت الحياة الجامدة، اذهب إلى مساحة خالية في ذهنك، وتأمل جيّدًا في ما الذي يمكن أن تملؤه به، ثم ابتعد عن الرتابة، واقفز كطفل انتهى من الجولة الأخيرة في اللعب بالطين تحت زخات المطر، واكتشف الجوانب الجميلة التي تملأ جنبات حياتك، واستمتع برحلة الحياة، وخض تجربة مختلفة، وكن الاستثناء.
ليس بالضرورة أن تشبه الآخرين وتمشي مع التيّار، لكن ابتكر لنفسك شيئًا مختلفًا، وأسلوبًا جديدًا، ففي الحياة متّسع، ولا تسجن نفسك في زاوية ضيّقة، فهناك رحابة الأفق والسعة في كافة الأمور، حتى وإن كان العالم الحقيقي ليس ورديًّا، لا مانع من خيال يسرح في ملكوت العقل البشري ليكتشف خبايا العقل وقدرته المذهلة على صناعة عوالم مزدهرة وقصص ملهمة وأفكار مدهشة، وكما قالت (مايا أنجلو): (لا يمكنك استهلاك الإبداع، الإبداع يزيد في كل مرة تستخدمه) وأقول أنا: للإبداع... بقية.
دامت أيامكم الوردية ولحظاتكم الأنيقة، ودمتم بود.