عبده الأسمري
بين «تخصص» الكيمياء علمياً و»اختصاص» السخاء إنسانياً كتب جملته «الفعلية» من أفعال مبنية على «المتون «كان فيها «الفاعل» المرفوع بالهمة والضمير المتصل بالمهمة والمصدر «الصريح» للتميز.
أقام «صروح» المناهج في علوم الأحياء وحقق «طموح» المباهج في معالم الحياة فكان «المعلم» القدير في سجلات «التعليم» و»العلم» الخبير في مؤشرات «التقييم».
تولى «زمام» التجارة واكتشف «إلهام» الجدارة وأنجز «مهام» الصدارة بأنفاس «طويلة» قوامها «التفكير» ومقامها «التدبير» حتى ظل «القاسم» المشترك في «حسابات» الاقتصاد و»العدد» الصحيح في «معادلات» التفوق و»الناتج المؤكد في «متراجحات» التنافس.
إنه عضو مجلس الشورى السابق ورجل الأعمال ووجه الثقافة الدكتور عبد الرحمن عبد الله المشيقح أحد أبرز التجار والمثقفين في الوطن.
بوجه «قصيمي» زاهي الملامح تعلوه «سمات» الود وومضات الجد وتقاسيم «نجدية» تتماثل مع والده وتتكامل مع أسرته وعينين تسطعان بنظرات الحنكة ولمحات الحكمة وشخصية وقورة الطباع جميلة الطبع لطيفة المعشر أصيلة الوصال نبيلة التعامل وصوت مسجوع بلغة فصيحة القول حصيفة الحديث يتعالى منها صدى «الخطاب» ويتسامى وسطها مدى «الجواب» وعبارات مسطرة بخبرات السنين واعتبارات مؤطرة بنبرات «اليقين ومخزون علمي قويم وموروث عائلي مستديم قضى المشيقح من عمره عقوداً وهو يكتب سيرته بمداد «العلم» ويؤصل مسيرته بسداد «التعلم» ويؤسس «أركان» الاستثمار العائلي ويسخر «ملكات» الاقتدار الذاتي ويرسم «خرائط» الأثر على مساحات «الوطن» ويرتب «مواعيد» التأثير على بوابات «الأعمال» ويكتب «توصيات» الرأي تحت «قبة» الشورى وينثر عبير «المعرفة» في اتجاهات «الثقافة.
في بريدة منبع الوجهاء وعاصمة» القصيم» الباذخة بزف «النبلاء» إلى ساحات «المسؤولية» ولد عام 1364 وتفتحت عيناه على أب نبيل وجيه من كبار قومه وأمٍّ متفانية حانية من سيدات جيلها وإخوة يمثلون «درر» الانتماء في عقد أسرة «المشيقح» المضيئة في تاريخ «الوطن» بالجاه والوجاهة والقيم والمقام.
انخطف صغيراً إلى «موجهات» أسرية فاخرة و»توجيهات» عائلية زاخرة ملأت أعماقه بموجبات «التربية» وعزائم» التوجيه» واستعمرت داخله «نصائح» والده الشيخ عبد الله الذي علمه «ماهية» المعالي سراً وعلانية وغمرت وجدانه» دعوات» والدته السيدة ثاقبة المبيريك التي منحته «عطايا» السمو عنواناً ومعنى.
ظل المشيقح صغيراً يراقب هطول «البركات» في دكان» والده» والذي شكل له «أكاديمية» تجارية أولى تعلم منها «أبجديات» البيع و»نزاهة» التعامل» ومسلمات» الأمانة» ومعاني «الإخلاص» وظل يراقب «نداءات» الكادحين في أسواق «قريته» المفعمة بالخيرات ويرتقب «مباركات «الفالحين في مرابع «بلدته» المكتظة بالمسرات. وأنصت صغيراً إلى «حكايات» البطولة في إرث «أسرته» الشهيرة بالفضل والمشتهرة بالنبل قاطعاً «الوعود» كل مساء بتحقيق «الأمنيات» على مرأى والده ومسمع والدته في «بروفات» طفولية كان يلقيها جهراً في مناسبات عائلته حتى ظل نبوغه «الباكر» حديثاً مؤكداً وحدثاً أكيداً في «تنبوءات»الحكماء والمتبصرين من عشيرته والتي تحولت إلى «حقائق» قطع ثمارها لاحقاً محولاً «التوقعات» إلى «وقائع» ترسخت في ملامح «النماء» وملاحم» التنمية».
ركض المشيقح مع إخوته وأقرانه بين حقول «القصيم» وتعتقت نفسه بأنفاس «الحصاد» من مزارع عائلته وتشربت روحه نفائس «السداد» في محافل أسرته منصتاً لصدى «الأحداث» من «مذياع» والده العتيق الذي شكل له «نافذة معرفية وبوابة ثقافية ومضى يشبع وجدانه «الغض» بعطايا الذكر الحكيم والاستذكار المحكم في مسجد أسرته ناهلاً من حلقات «التدريس» هبات «الروحانية» وهدايا «السكينة «التي صقلت داخله بالتدين الواجب الموشح بالسوية والوسطية.
واستمر يقتنص «البساطة» في وجوه «العابرين» ويرصد «العفوية» في سحن «السائرين» منتهلاً من مواقف «الطيبين» في «منازل» الطين مناهج «المروءة» ومنهجيات «الشهامة» فكبر وفي قلبه «أناشيد» التعاضد وفي وجدانه» أسانيد «التعاون» متخذاً من دروس الصغر معارف ظل يبهج بها «ذهنه» المتقد بأسئلة «النباغة» ومحاور «البلاغة» ليجد «الإجابات» حاضرة في دروب عمر أضاءها بروح «المكافح» وبوح «المنافح».
قضى المشيقح طفولته ثاوياً في «أهل» العلوم والمعارف وسط مجلس أسرته الممتلئ بأعيان وعلية القوم والذي شكل له «هوية» أولى و»هيئة» مثلى تكللت بالإنجاز وتجللت بالاعتزاز ورسمت له إضاءات الفوائد وإمضاءات العوائد التي تشكلت من «ذاكرة» مشرقة بالدوافع والمنافع.
التحق المشيقح بالمدرسة الفيصلية عام 1372 وتدرج في مراحلها حتى تخرج من الثانوية العامة عام 1386
ولأنه مسكون بالجانب العلمي قرر السفر إلى الظهران للالتحاق بكلية البترول والمعادن ذات «الاسم» الساطع في سماء العلوم وتعلم في قاعاتها اللغة الإنجليزية واندمج في مجتمع ثقافي ورياضي وتعليمي منوع الثقافات وممزوج الجنسيات فتنامت في ذهنه معاني جديدة من الإبداع العلمي والاتساع الفكري ووسط كل هذه «الجاذبية» المعرفية وجد نفسه مشدوداً إلى مرابعه وربعه فقرر أن يترك الكلية بعد حوالي 5 أشهر من الدراسة ليحول مساره للالتحاق بكلية العلوم بجامعة الرياض ليشعر بالألفة والتآلف حيث أقام بين أقاربه وسكن في منزل جدته لأمه «لولوة المشيقح» التي فرشت طريقه بورد التقارب وود القرابة وظل خلال وقت دراسته منجذباً إلى الرحلات العلمية والكتب الثقافية وقام بزيارات متعددة إلى الصحاري والحقول والمصانع لكشف أسرار النبات والحشرات والتفاعلات الكيميائية موظفاً تخصصه في إشباع غروره المعرفي وتخرج من الكلية عام 1391 في (تخصص كيمياء وعلم الحيوان).
عمل في بدايات حياته العملية معلماً للأحياء بثانوية الرس، ونظراً لمهارته اختير ليمثل السعودية في مؤتمر ببغداد مخصصاً لوضع المناهج العلمية للبلاد العربية.
وبعد عودته تمّ نقله إلى وظيفة مدرس لمادة الأحياء بثانوية بريدة، وكُلف بالعمل مدرساً لمادة العلوم في معهد إعداد المعلمين وبعد عام تم ترشيحه مبتعثاً لأمريكا حيث نال درجة الماجستير في طرق تدريس العلوم ثم عاد لأرض الوطن عام 1976 وتم تعيينه مديراً للمعهد الفني الزراعي ببريدة، ولأنه مسكون بالانفراد سجل في كلية التربية بجامعة «كينيدي ويسترن» الأمريكية وحصل منها على درجة الدكتوراه.
وبعد عودته طلب إعارته إلى شركة الوسائل الزراعية كي يتفرغ للبحث والكتابة ثم استغنى عن العمل الحكومي واتحد مع إخوته للعمل في كيان أسرته الاقتصادي والتجاري الذي تطور وتوسعت مساحاته لتشمل الصناعة والزراعة والغذاء والدواء والأعلاف والمقاولات.
وبعد أعمال مميزة ترأس مجلس إدارة شركة الوسائل الصناعية ليتفرغ للعلوم والبحوث مواصلاً خدمة بلاده في مناحٍ متجددة.
أحب المعارف وعشق المشارف حيث أسس مكتبته الضخمة التي ضمت نحو 35 ألف كتاب في شتى مجالات المعرفة وقام بجهود جبارة في تحويل «كليات القصيم الأهلية» العريقة إلى «جامعة المستقبل» وأطلق «مسابقة الدكتور عبد الرحمن العبد الله المشيقح» الأدبية للشباب العرب والناطقين بالعربية، تشجيعاً منه للمواهب الأدبية في مجالات الأدب والثقافة.
وفي عام 1422 تم ترشيحه عضواً بمجلس الشورى السعودي، واستمر فيه لثلاث دورات متتالية، وتعين عضواً في مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية لمدة 8 سنوات واختير رئيساً للغرفة التجارية الصناعية بالقصيم لثلاث دورات من عام 1413-1425.
ونال المشيقح عشرات العضويات في عدة هيئات وقطاعات وترأس مجالس ريادية وتنموية وساهم في تأسيس مؤسسات وشركات وكيانات وله منتدى ثقافي باسم «أربعائية المشيقح «وله عدد من «المؤلفات» في مجالات متنوعة وتم تكريمه في أكثر من محفل.
عبد الرحمن المشيقح القامة الوطنية والقيمة المعرفية الذي اعتلى اسمه «منصات» المآثر وتخلدت سيرته في «سجلات» المؤثرين وتجلت أعماله في آفاق «المبدعين».