عطية محمد عطية عقيلان
دوماً فراق الأحبة مؤلم، لا سيما إذا كان الراحل طيلة معرفتك به لم تشهد منه سوى الخير والمعروف والفزعة والمحبة، وتكون ذكراه مليئة بالمواقف الإنسانية والإيجابية والدعم والعطاء بلا حدود، ولكن عند مشاهدة جموع المعزين والمحبين له ولذكراه، تغبطه من هذا الأثر والمحبة والإجماع على حسن خلقه ومعشره وطيبة سيرته، والناس شهود الله في الأرض على عبدالله عبدالرحمن العقيل أبو محمد -رحمه الله -، وثناؤهم عليه بالخير، فقد روي عن أنس قال، مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت.. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت؟ فقال هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة.. «أنتم شهداء الله في أرضه»رواه البخاري.
وجنازة أبو محمد -رحمه الله- الذاكرين له أجمعوا على حسن خلقه وفضائله ورِفقه وعطائه، جعل الله قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه في عليين مع الشهداء وفي الفردوس الأعلى من الجنة.
فكانت سيرته العطرة على مستوى العمل الخيري نموذجاً لرجل الأعمال الذي ينفق في سبيل الله، وكانت علاقاته مع أقاربه وأصدقائه وموظفيه ومحبيه نموذجاً للتواضع والرحمة والعطاء والتسامح، كان -رحمه الله- شمساً مشرقةً في نشر الخير والتسامح والمساعدة والبذل، ورغم ما ألمّ به من محنة المرض ظهر صابراً راضياً بقدر الله، مؤمناً محتسباً الأجر، مع إيمانه الراسخ بأن ما أصابه هو امتحان.. ليكون كما في كافة مناحي حياته على قدر من الرضا والصبر والرجاء، كانت سيرته العطرة -رحمه الله- تسبقه في كل مكان وذِكره الطيب حبّب الناس فيه حتى من لم يكتب لهم معرفته، ولكنه حظي بالمحبة والذكر الحسن الشيء الذي يخفف عنا مصاب فراقه ورحيله. خاتمة: عبدالله العقيل -رحمه الله- رغم رحيله الفاجع لنا، إلا أن فضائله وحسن أعماله باقية شاهدة على أثره، وإيمانه بالدور الحقيقي للإنسان في عمارة الأرض والعمل لآخرته، وكما قال الشافعي:
قد مات قومٌ وما ماتت فضائلهم
رحمك الله يا أبا محمد، ونسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنة.