محمد الخيبري
مع انطلاقة الموسم الحالي أبرمت الأندية السعودية العديد من الصفقات القوية والعالمية والتي ترّكز معظمها على لاعبي منطقتي الوسط والهجوم وقلب الهجوم والبعض القليل في منطقة قلب الدفاع..
كان من المتوقع أن تقوم الأندية باختيار اللاعبين المتميزين في بعض الخانات التي تعاني منها أنديتنا وتأتي «خانة الظهير الأيسر» أبرز الخانات التي تفتقد للاعبين الممميزين..
الغريب أن هذه المعاناة منذ مواسم طويلة ولم يبرز بها إلا عدد قليل من النجوم وفي أندية معينة حافظت على هؤلاء النجوم حتى نهاية حياتهم الكروية أما بالاعتزال أو الإصابة..
وما يزيد الأمر غرابة أن هذه الخانة على الرغم من أهميتها لم تجد لها الإدارات الفنية بالأندية حلول سواء «بتفريخ» نجوم صغار وتأهيلهم للعب في تلك الخانة أو جلب نجوم مميزين يلعبون في ملاعبنا فترات زمنية طويلة أو تأهيل لاعبي خط الوسط المتأخرين والمحاور الدفاعية لملئ تلك الخانة..
وأعتقد أن لاعب الظهير الأيسر بات عملة نادرة «كندرة الورد في حزم الجلاميد» حتى أصبحت معاناة معظم الفرق الكروية في منطقة خط الظهر اليسرى والتي تشكل أعباء فنية متشابهة يتقاسمها معظم فرقنا السعودية..
لا توجد لي خبرة فنية في مدى إمكانية تحويل بعض لاعبي خط الوسط والمحاور الدفاعية للاعبي أظهرة جنب «يسرى» وماذا يحتاج اللاعب ليتحول للعب والتميز في هذه الخانة وهل عملية التحول هذه تحتاج لدراسة وحسابات «فيسيلو جية» معقدة؟!..
ولكن هناك لاعبين تحولوا من اللعب في خانة بدأوا مسيرتهم من خلالها ليختموا حياتهم الكروية في خانة أخرى وإن كان عددهم ليس بالعدد النموذجي لاحتمالية إجراء عملية التحول، ولكنه قد يكون «مبدأ فنيًا وعلميًا» يخدم كثيراً المنظومة الفنية لكرة القدم..
ولضمان توفير متطلبات بعض الخانات الفنية في خارطة فريق كرة القدم يجب العمل من الأندية من خلال أكاديميات الفئات السنية وتدريب المواهب وتحفيزهم للعب في تلك الخانات التي تعاني نقصًا حادًا في النجوم خصوصاً خانتي المهاجم الصريح «رأس الحربة» وخانة «الظهير الأيسر»..
أيضاً انتداب المواهب الكروية خارجياً للاستفادة من الخبرات الأوروبية واللاتينية تساعد كثيراً في نمو الموهبة الكروية وتطويرها أو جلب الخبرات الفنية للأندية للإشراف على اللاعبين الصغار والموهوبين..
ممارسة لعب كرة القدم مهارة مكتسبة قابلة للتغيير والتطوير ولا تحتاج لـ «كاريزما» معينة أو معطيات خارج إطار اللعبة، وأعتقد أن عملية التحول من اللعب في خانة لخانة أخرى تحتاج لقناعة اللاعب وقدرته على كسر حاجز هذا التحول..
إيضاً التفكير خارج الصندوق من اللاعبين يجب أن يكون بدارسة وتأنٍ، حيث إن سد تلك الخانة قد يفتح أبوابًا للنجومية والاحتراف حتى خارج وسطنا ومحيطنا الرياضي وامتلاك هذه الخانة في منتخباتنا الوطنية في جميع الفئات..
والاستفادة من الاحتكاك بالنجوم المحترفين الأجانب من محفزات التميز في هذه الخانة نظراً لكثافة اللاعبين الأجانب في أنديتنا في خانة الهجوم والوسط..
قشعريرة ..
ما يحدث من تراشق بين جماهير الأندية ظاهرة غير صحية وتزيد من حدة التعصب والتوتر والذي حتماً سينتقل إلى مدرجات المباريات الجماهيرية التنافسية..
هذا التراشق أسبابه الرئيسية عدم «الشفافية» في قضايا الأندية الاحترافية..
وسوء التعاطي الإعلامي مع تلك القضايا..