هيفاء صفوق
- أقف هنا منذ زمن كل شيء يتغير عدا أنت عم إبراهيم ثابت وقوي، ماذا تخبئ خلفك؟
أهي بقايا إنسان أم الحكمة التي جعلت منك قوياً؟
- يبتسم عم إبراهيم بهدوء وينظر إلى عينيها كسهام نافذة لا تخطئ الهدف.
- أنت تدركين ما هي الحقيقة فلماذا السؤال؟!
- أريد أن أسمعها منك مرات عديدة، أريد أن تنطق بحروفها وأتمعن ملامحك أثناء نطقها، كيف تطوي الياء، وتفتح نافذة الحاء، وتنطق الهاء بقوة اليقين لديك.
- ألم أقل لك أنك تدركين الحقيقة فلماذا كل هذا العبث معي؟!
- التغيير يا عم إبراهيم صعب أحياناً ولكن ألا تتفق معي الثبات موت بطء.
- وكيف ابنتي نتذوّق طعم المعاني ونستشم رائحة العود والعنبر، وكيف بنظرة واحدة يلين القلب القاسي، كل ذلك يحتاج إلى اليقين بالله.
- اليقين بالله يجعل قدميك ثابتتين وإن كانتا على صفيح مشتعل أو وسط عالم مضطرب أو أمام جنون العقول في لحظات ضعفها أو ذهول الفكر أمام سقوط الأقنعة.
- عم إبراهيم من علمك كل هذا؟
- علمتني التجربة والصبر ففتح الله لي علماً يغنيني عن العالمين ودهشة في القلب دائمة متأملة تلك السماء الزرقاء العالية في السراء والضراء لا يحيد نظري عنها أبداً.
- كيف أتعلم وأنا ابنة العشرين!
- تمعني في التجربة وتعلمي الصبر ابنتي ففيهما علم الأولين.
- أتريد مني تعلم علم الأولين و نحن في القرن الواحد والعشرين !
- وما الفرق ابنتي، هل الصدق له زمان خاص فيه؟ وهل الحب محصور بشيء معين؟ وهل قول الحق يختلف فيه؟
- كل شيء تغيير عم إبراهيم تجاهلنا تلك الروح فينا وأصبحت حياتنا مادية ولا نحترم بعضنا إلا من خلالها.
- كل شيء موجود ابنتي الخير والشر المهم أنت أين تنظرين؟ أين تركزين؟
لا تخافي كل ذلك يعلمنا كيف نسير في الطريق، لا تخافي التغيير ولا سرعة الكلمات، تمسكي باليقين بذلك النور الأبدي نور الله فهو الوحيد الذي يضيء عتمة القلوب وينير البصيرة، هنا ابنتي تتفتح الأبواب وتعرف المعاني أولها باب الحب فهل أنت مستعدة لذلك؟