علي الزهراني (السعلي)
حين كان للأندية شَنّة ورنّة بعد أن خف توهّجها الآن إلا من نادٍ أو ناديين، حينها بدأ تعلّقي بالنادي الأدبي بالباحة، فقد كنت وقتها محررا صحافيا لمكتب الزميلة البلاد بالباحة، وكنت شغوفا متلهفا بكل ما يتعلّق بالأدب والثقافة والفكر والإعلام وبحكم أني قارئ نهم خصوصا في الشِعْر والنقد على وجه الخصوص فقد صادفت، والمصادفة عجيبة أن القاص جمعان الكرت وقتها كان مديرا لمكتب البلاد قبل أن يترجّل منه وخلفته وقتا لابأس به حتى جاء زميلنا ممدوح الريحان هذا الكرت تحديدا جعلت لنفسي تحديدا بين بيني وبين نفسي ثم بيني وبينه فكنت نحلة لا تتوقف عن ملاحقة كل خبر أو فعل أو مناسبة بالباحة وبالأخص أدبي الباحة، فقد كنت متواجدا قبلها بوقت مُسلّما على رئيسها الراحل الشيخ مسفر المليص والدكتور ناصر، ثم بعد ذلك أتى الأديب والمثقف والشاعر حسن بن محمد الزهراني رئيسا إبّان الانتخابات فقد كان ذلك حلما لنا كمثقفين وأدباء ومتابعين للمشهد الثقافي والذي ولا يزال لأن الحسن الزهراني غيّر بوصلة الثقافة والأدب نحو أدبي الباحة وأصبحت عاصمة الرواية العربية بعد أن خاض النادي برئاسة بحتري الباحة حسن المربع الذهبي شِعْرا نقدا رواية وقصّة ومما شجعني على نشر كل المواد الثقافية والأدبية الأب الروحي لي في الإعلام الشاعر عبد العزيز الشريف إذا كان مسؤولا عن الصفحة الثقافية « روافد « وبعده الجميل يوسف الرفاعي وكنت أشاهد وأسمع وأتثاقف مع جبابرة النقد ودكاترته هنا في الباحة الدكتور صالح بن معيض الغامدي والدكتور صالح بن زياد والدكتور معجب العدواني والدكتور معجب الزهراني ومحمد ربيع الناقد المعروف. الشاهد أن الدكتور صالح بن معيض هو الذي أخذ لبّ عقلي وتفكيري حين يصمت والأدهش إبداعا فإذا تحدّث فهو شغوفٌ بالأدب ومعلّمٌ له وكم تخرّج على يديه وأشرف على الكثير من المبدعين نقدا ومَنْ يتحلفون شرفا بالدال فهم طلابه على كل حال..
آنذاك صدرت رواية رقص للدكتور معجب الزهراني واحتفل النادي بها كثيرا وكان ليلة من ليالي الباحة الثقافية التي يظللها الغمام ونسائم الإبداع ترفرف في قاعة الاحتفال التابعة للنادي ، وكالعادة حملت معي أسئلتي وقلمي حين كان للقلم شرف حِبْره مدونا وملاحظا لكتابة كل ما جاء في تلك الليلة الحالمة وبأنفاس الحضور النخبوي طبعا.
وكنت وكغيري منتظرا ما يتحدّث به الدكتور صالح بن معيض عن رواية الدكتور معجب الزهراني «رقص» لعلمي أن ابن معيض جهبذ ينتقد معجبا المبدع في النقد وفي الرواية وفعلا جاءت مرحلة الحسم وتحدث وأقتع فأبدع ولا يملك وقتها صاحب رواية رقص إلا أن يوافقه متفقا ومبررا ومخاتلا ومختلفا على كلمة الدكتور صالح بن معيض حيث قال:
لماذا عنون الرواية بـ «رقص»؟ هذا كان سؤاله وأفاض في نقده لكاتبها ولها والأكيد معجبا في بعض ما جاءت به الرواية، وهكذا تكررت زيارات الدكتور صالح بن معيض الغامدي للنادي بالباحة بحكم أنها مسقط رأسه وبحكم أنه مشارك ومتحدث ومعقب في كل فعاليات وأنشطة النادي ثم بعد ذلك تابعته في حساباته خصوصا الفيسبوك وتويتر قبل أن يغيّر شعاره «الإكس» وانصبّ كل اهتمامته حول السيرة الذاتية ليجعلها محور كتاباته ونقده وبات الجميع ينتظر ما يكتبه الدكتور صالح بن معيض حول السيرة الذاتية نقدا محللا ومفسراومضيفا.
شكرا لثقافية جزيرة الإبداع وينابيع الجمال احتفاء بمسيرة الدكتور صالح بن معيض الغامدي العلمية والعملية والبحثية ولا يزال الدكتور صالح مبدعا نهما قارئا متحدثا تقول بينك وبين نفسك:
ليت الدكتور صالح لا يصمت ! من جمال ما يتحدث به أو يكتبه
سطر وفاصلة
لا أحد يفهمك
فـ تتغابى، تتغاضى
وعند النوم للأسف
يصفعك!
الأيام لم تتغير، والثواني باقية
والساعات فانية إلا من عينٍ
محمرّة ترمقك
دقّات القلب مع نبض الحروف
كل نفس بعدد الآهات التي
في الدائرة ترسمك
لا تخطّ خطين في طريق
الأشواك
فحتما إذْ تمشي
خنجر الغدر
يغرقك
يهلكك.