«الثقافية» - علي بن سعد القحطاني:
وقّع صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، مؤخرًا مع رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الوليد بن إبراهيم البراهيم، اتفاقية لتدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تحتفي بالثقافة السعودية عبر برامج متنوعة على مدار الساعة، بهدف مواكبة ما تعيشه المملكة من نهضة ثقافية كبيرة في ظل رؤية السعودية 2030، بالتزامن مع بروز تطلعات الجيل الصاعد المتعطش لمسايرة التطورات المتسارعة التي ارتبط فيها المحتوى بالتكنولوجيا، ورغبته الشغوفة باستعراض مزايا بلاده أمام العالم.
وفي هذا السياق علّق الكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو والناشط في مجال الإعاقة البصرية: لا بد من الإشادة أولاً بهذه الخطوة، ومن المؤكد أنه سيكون لها أثر فعّال في تنمية وتطوير الثقافة السعودية وزيادة انتشارها محليًا ودوليًا وتعريف المجتمعات بها خصوصًا نشأنا الجديد.
وأغتنم هذه الفرصة وأشيد بالرعاية والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة لخدمات الإعاقة، وتنمية وتطوير قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتنميتهم المستدامة.
وآمل أن تحظى ساعات البث للقناة بنسبة معقولة لإبراز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في إثراء الجانب الثقافي في بلادنا وكل ما يتعلق بثقافة وأدب الإعاقة أسوة بدول العالم المتقدمة. بالنظر إلى ما حباهم به الله من قدرات تعويضية ومواهب إبداعية، فعلى مر العصور انتفع العديد من المجتمعات بإبداعاتهم التي لا تزال آثارها ممتدة حتى اليوم خصوصًا في مجالات الفكر والأدب والفنون، مثل الصحابي الجليل «عبد الله ابن أم مكتوم»، وشاعر العصر الأموي والعباسي «بشار بن برد»، والفيلسوف الأديب «أبو العلاء المعري». وفي عصرنا الحديث معجزة الإنسانية الأديبة والناشطة الأمريكية الكفيفة الصماء «هيلين كيلر»، وعميد الأدب العربي «د. طه حسين»، و»ستيفن هوكينج» أشهر عالم فيزياء نظرية وعلم الكون. وبلادنا كسائر المجتمعات تزخر بالموهوبين والمبدعين من ذوي الإعاقة الذين قدموا إسهامات جليلة، من أبرزهم الشيخ «عبد العزيز بن باز» -رحمه الله- أبرز علماء وفقهاء العصر الحديث.
كما أقترح أن يكون لهم نصيب في مجال التأهيل والتدريب في مجال الإنتاج وصناعة المحتوى والإعلام بصفة عامة خصوصًا من لديهم تخصص أو مواهب إبداعية في مجالات الأدب والفكر والنشر والترجمة والفنون من أجل استثمار طاقاتهم وقدراتهم التعويضية وإبداعاتهم ودمجهم في التنمية الاقتصادية، وليكون لهم نصيب من الوظائف في القناة كنموذج يقتدي به باقي القنوات والإذاعات. من أجل إيجاد حلول تسهم في الاكتفاء الذاتي والعيش الكريم لأصحاب المواهب الإبداعية من ذوي الإعاقة، علاوة على تسهيل وصول المجتمع وانتفاعه بمواهبهم وإبداعاتهم وإنتاجهم الفكري.
وأذكر في هذا السياق تجربة الشخصية كأول كفيف يؤسس ويدير دار نشر نشرت من خلالها مؤلفاتي ومؤلفات لمؤلفين آخرين من الأصحاء فضلاً عن العديد من المشاركات التلفزيونية والإذاعية.