الأسرة هي الحاضنة الأولى لكل موهبة وهي المدرسة الحقيقية وهي الإعداد المعنوي والدعم والتشجيع، فإذا توفرت هذه المعطيات في الأسرة تمكن الموهوب من المضي قدماً في موهبته والارتقاء بها، يضع أهدافه ويسعى إلى تحقيقها، فتكون موهبته هي الشغف وهي الطموح وهي الطريق الذي يسير به للوصول إلى تحقيق ذاك الحلم الذي يسعى له.
بدأت موهبة الفنانة التشكيلية عواطف المالكي مع بدايات طفولتها حيث كان لوالدها رحمه الله الدور الأكبر في دعمها، أحب موهبتها وشجعها ودعمها لتبدأ خطواتها الأولى وتكمل هذا الشغف في بداية دراستها وقد لاقت أيضاً الدعم من معلماتها وهي في مراحلها الدراسية المبكرة مما شجعها على التعلم أكثر.
ومما ساهم في تعلمها أكثر هو عمل والدها رحمه الله الذي كان سبباً في تنقلها بين العديد من مدن ومناطق المملكة لتتعلم العادات والتقاليد والإرث الثقافي والموروث الشعبي في أغلب المناطق، حيث فتح لها آفاقاً جديدة تستلهم منها إبداعها التشكيلي وتنوع موضوعاتها التي لا تخرج عن الهوية السعودية بأصالتها وعراقتها.
رسمت الصحراء والخيل بأسلوبها مفتخرةً بهذا الموروث الذي يعبر عن أصالة المملكة وقوتها كما أن الشعر كان أحد روافدها الفنية حيث استقت من قصائد سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر مساعد الرشيدي والعديد من قامات الشعر في المملكة الثقافة الأدبية لتندمج مع ثقافتها الفنية وتكون مزيجاً فنياً مميزاً بروح هذه القصائد وروح كلماتها ومفرداتها.
ولعل جنوب المملكة (كونها ابنة الجنوب أصلاً) كان له أثرٌ في تجربتها للأزياء التراثية فكانت لها تجربة ثلاث سنوات في تصميم الأزياء وأنتجت الكثير منها وعن ذلك تقول: (كوني ابنة الجنوب شغفت بحب رسم الأزياء التراثية وقمت بتصميم عدد الملابس والفساتين وأقمت اتيليه خاصاً بي في منزلي لمدة 3 سنوات صممت فيه مايقارب 100 قطعة فنية رسم بالحرير على الأقمشة وهي عبارة عن رسم بألوان الحريرعلى الأقمشة وهو مايسمى ( فن الباتيك ) ودمجت الفن التراثي والشعر والزخرفة في الأزياء لأستطيع إخراج قطعٍ مميزة تجمع بين الأصالة والموروث والحداثة فيها).
وعن حبها الكبير لرسم الحرمين الشريفين في العديد من أعمالها بأساليب متنوعة وزواية مختلفة تظهر فيها هذه الأماكن العظيمة المقدسة بأسلوب فني رائع تقول: (انصب جل اهتمامي على رسم الحرمين بالذات حين كنت أتردد كثيراً على الحرم النبوي والروضة الشريفة ومكة المكرمه للدعوات لوالدتي التي توفت بالسرطان مما أثر في نفسي كثيراً، فرسمتها في جداريات تجاوزت أطوال بعضها (3) أمتار وبعدها أصبحت أتجول في مدارس الفن وأعود وأرسم ماأشعر به فلم أستطع الخروج من الإسلاميات والروحانيات في أعمالي فوالدتي دفنت في مكة المكرمة ووالدي دفن في المدينة المنورة).
كما كان لها تجربة في رسم التراث والرقصات الشعبية من مختلف مناطق المملكة وكانت لها أيضاً تجربة تجريدية مميزة وساهمت في إنتاج الكثير من الأعمال الوطنية التي تعبر فيها عن حبها وانتمائها لهذا الوطن العظيم.
الفنانة التشكيلية عواطف بنت عبدالعزيز المالكي
من مواليد مدينة الظائف، حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية
شاركت في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية داخل وخارج المملكة ومنها:
شاركت في معرض للفنون التشكيلية بموسكو عام 1418هـ
شاركت في عدة نسخ من معرض الفن المعاصر بين عامي 1418 و1432هـ
شاركت في العديد من معارض الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون
شاركت في العديد من معارض الجمعية السعودية للفنون التشكيلية
شاركت في معرض الفروسية الأول بالطائف عام 1426هـ
شاركت بسوق عكاظ وبيت التشكيليين بجدة وجامعة الملك عبدالعزيز وغيرها من المعارض الجماعية
نالت العديد من الجوائز وكرمت في العديد من المحافل
أقامت أربعة معارض شخصية في المدينة المنورة 1428هـ - المدينة المنورة 1433هـ - الرياض 1439هـ - الرياض 1440هـ.
وأعمالها مقتناة في العديد من الجهات الحكومية والشركات والشخصيات الهامة ورجال الأعمال في المملكة وخارجها.
**
- إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي/ تويتر: AL_KHAFAJII