ابتدأ دوري روشن السعودي بنسخته التاريخية وانقضت منه أربع جولات كانت كفيلة أن تعطينا انطباعاً مبدئياً عن أداء الفرق ومدى استعدادها للبطولة من خلال القدرة على تحقيق أهدافها، في البداية تخوفت الأغلبية قبل بدء الموسم أن يكون هناك فارق كبير جداً في المستويات بين أندية الصندوق والبقية مما يجعل مصير المباريات فيما بينهم شبه محسوم وأنا ممن كان يحمل هذا الرأي وأرجأت البوح به حتى بدء الدوري لمشاهدة بعض الجولات ومنها خرجت بهذا الانطباع، إن أردت تأكيد الفارق فهو كذلك بل إنه أكبر مما توقعت فأندية الصندوق نوعاً ما باتت تلعب مبارياتها مع من هم أقل كمحطة تزويد بالنقاط قبل لقاءات المحك الحقيقي أمام بعضها البعض، أكثر ماكان يجذب دورينا في المواسم الخمسة السابقة هو عدم القدرة على التنبؤ بمن سينتصر في أي مباراة وجميع السيناريوهات كانت واردة حتى انتفت تلك الميزة مع انطلاقة هذا الموسم وحتى الآن، وإن استشهدنا ببعض المباريات نرى بأن الهلال لعب شوطاً أمام الاتفاق لحسم النتيجة وشوطاً ثانياً قرر فيه قتل المباراة بتهدئة الرتم وكأنه اختار أن يسيّر المباراة كما يريد برغبة منه، وذات الأمر تماماً انطبق على مباراة النصر والشباب ومباراة الاتحاد والرياض واعذروني لا أستطيع أن أذكر عدداً أكبر من المباريات لكونها تُلعب في وقت واحد.
وإن أردنا الحديث عن المسببات فأنا أعزوها لأمرين، أولاً الفارق الكبير جداً في مستوى التعاقدات بين أندية الصندوق والبقية يصعب من خلالها المجاراة أو خلق حالة من التنافسية في تلك المباريات، وما أعلمه ويعلمه الجميع أن الإستراتيجية التي وضعت تهدف إلى إيجاد دوري تنافسي قوي يكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم وهذا يعني بأن جميع الأندية ستحصل على الدعم بما يتناسب مع حجم تطلعاتها ومكانتها في المنافسة، ولكن مانراه (حتى الآن) أن الأندية بخلاف أندية الصندوق مازالت في نفس المستوى من التعاقدات والأسماء التي كانت موجودة بدورينا في المواسم السابقة ولم ألحظ أي ارتفاع في مستوى جودة التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، قد يحصل التغيير ويشمل تلك الأندية في المرحلة القادمة وأثق بأن المسؤولين على دراية واستيعاب لهذه المسافة التي كبُرت بين أندية الصندوق والبقية ولكن أرجو ألا يتأخر هذا الأمر كثيراً حرصاً على استمرار التنافسية في كل مباراة بالدوري، وأنا هنا لا أعني بأن تتساوى أندية الوسط والمؤخرة بالأندية الجماهيرية ذات التاريخ الحافل بالبطولات، بل أعني أن يكون هناك تحوّل في مستوى الاستقطابات بما يتناسب مع إمكانياتهم وقيمتهم الفنية والتاريخية، أما الأمر الثاني فتتسبب به إدارات تلك الأندية حيث مازالت بذات الفكر السابق على الرغم من زيادة الدعم الحكومي هذا الموسم إلا أننا مازلنا نرى بعض اللاعبين والمدربين الذين يتم التعاقد معهم لايشكلون أي إضافة فنية للدوري في المواسم السابقة فما بالكم بهذا الموسم التاريخي، قد أعذر البعض منهم لمعاناتهم من ارتفاع القيمة المالية عند التفاوض نظراً لحجم الصرف الذي تم هذا الموسم لأندية الصندوق تحديداً وتأثر البقية منه حسب حديث بعض الإدارات حول هذه النقطة ولكن هذا لايعني بأن يلجأ الشباب لخيار التعاقد مع مدربه الحالي أو استمرار ضمك بمدربه أو تعاقد الوحدة مع مهاجم على مشارف الاعتزال ولم يعد قادراً على مجاراة رتم الدوري، وليكن نادي التعاون أنموذجاً لهم بالتعاقدات عندما استقطبوا ثلاثي الوسط الحالي بالفريق بقيمة لاتتجاوز الخمسة ملايين دولار ويصنفون بأنهم من الأفضل بالدوري من الموسم الماضي وحتى الآن لتؤكد إدارة التعاون للجميع أن العين الفنية الثاقبة تضمن لك النجاح بعد توفيق الله وبأرخص الأسعار.
رسالتي: أثق بأن هذه الفجوة التي باتت كبيرة جداً هذا الموسم ستتقلص لكي لانرى أندية الصندوق وحدها في الساحة والبقية لاحول لها ولاقوة، ولكن ما أتمناه ألا يطول ذلك ليستمر دورينا ممتعاً للمشاهد.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer