سلمان بن محمد العُمري
الحمد لله فرغ الأبناء والبنات والمعلمون والمعلمات من إجازتهم الصيفية بعد عام دراسي طويل، وفتحت المدارس أبوابها، وهاهم يعودون لمقاعد الدراسة والطلب.
وهنا علينا أن نؤكد على مسألة مهمة، ألا وهي عدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي؛ فعلينا أن نشجع أبناءنا لتحصيل المزيد من المعرفة عبر مصادر مختلفة دون تشتيت لأذهانهم وأفكارهم، ونساعدهم على الانتقاء بما يدعم دراستهم وتحصيلهم وتعزيز مهاراتهم وتنمية قدراتهم، وأن نهيىء لهم بعض الوسائل التعليمية والقصص والكتيبات الترفيهية التي تحمل ما يفيدهم دينياً ودنيوياً وبما ينمي في داخلهم روح الاطلاع والبحث والخيال الخصب وقبل ذلك روح الانتماء لدينهم ووطنهم.
ومع افتتاح المدارس لا يسعنا أيضاً إلا أن نذكر المكتبات التي أعترف بمحبتي لها ولمحتوياتها، ولكن عليّ أن أقول: إنها تصاب بالجنون مع بدء المدارس حيث تعج بأنواع الدفاتر وأصناف الأقلام والمجموعات المدرسية، وبعضها أسعاره يطير بمدارات فلكية، ويحلق مثل الأقمار الصناعية، أما الحقائب فحدث ولا حرج، عدا عن إعلانات التخفيضات والحسم وتحطيم الأسعار وما شابه ذلك من دعايات فارغة غير واقعية تسخر من عقل المستهلك، لماذا كل هذا؟ هل يستحق مجتمعنا هذه المعاملة؟ ألا يجب أن توضع أسقف لأنواع الأدوات المدرسية ولأسعارها؟ وأين دور المدرسة والمعلمين في هذا المجال؟
وكذلك أليس علينا أن نفكر، ومعنا كل المسؤولين عن المدارس، وشؤونها بأبناء إخوتنا الفقراء، وهم يرون بعض أبنائنا يرتدون ملابس فاخرة، ويحملون حقائب مميزة وأقلاماً من صناعات راقية، ودفاتر بألوان زاهية ونوعيات أزهى، لقد علمنا الإسلام أن الناس سواسية، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم، وعلينا أن نحافظ على السلوكيات الإسلامية الصحيحة في كل تصرفاتنا وأعمالنا، وأن نعزز من القيم والأخلاق الحميدة التي قد لا ينتبه إليها البعض، ولكنها هامة جداً بمنظار الأطفال الآخرين، وستبقى في ذاكرتهم طويلاً، لنغرس المحبة في قلوب أطفالنا في مدارسنا ولندع الروح الطيبة الخيرة تسود بينهم، وفي هذا كل الربح لنا ولهم ولبلادنا الطيبة المباركة، أعود وأؤكد على دور المكتبة في حياة المسلم، فهي مصدر للكتاب، وبنفس الوقت هي مزود للأدوات التي يحتاجها طلابنا، وعليها ألا تحيد عن دورها الحضاري الكبير لتنزلق في مهاوي التجارة المدمرة.
أما اللباس فهو نقطة أخرى تحتاج للنظر في حياة طلابنا، وعلى الغني أن يساعد الفقير ليظهر الجميع سواسية ما أمكن، ويبتعد الحقد من قلوبهم وتحل محله المحبة والاحترام والتقدير.
نقاط صغيرة ولكنها تستحق التأمل، وأوجهها من القلب إلى القلب، والله من وراء القصد.