واس - جدة:
نظَّمت الأمانة العامَّة لمجمع الفقه الإسلاميّ الدوليّ برئاسة معالي الأمين العام للمجمع الدكتور قطب مصطفى سانو بمقر الأمانة العامّة بجدة أمس الأول، اجتماعًا تشاوريًّا تنسيقيًّا مع أعضاء وفد علماء الأمة المعني بشأن القضايا ذات الأهميَّة الحيويَّة في أفغانستان والذين قدموا إلى جدة استعداداً للسفر إلى أفغانستان بحضور الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي السفير طارق علي بخيت، والمبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة لأفغانستان. ويأتي الاجتماع في إطار تنفيذ قرار مجلس وزراء خارجيَّة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعه الاستثنائي بتاريخ 19 من شهر ديسمبر بإسلام آباد بجمهوريَّة باكستان الإسلاميَّة الذي ورد فيه تكليف مجمع الفقه الإسلاميّ الدوليّ بقيادة وفد علماء الأمّة البارزين من الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك من أجل الانخراط مع أفغانستان بشأن القضايا ذات الأهميَّة الحيويَّة مثل التسامح، والوسطيَّة، والمساواة في الحصول على التعليم، وحقوق المرأة في الإسلام. وقد استهل معاليه الاجتماع بالتعبير عن شكره الجزيل، وامتنانه الكبير للدول الأعضاء بمنظمّة التعاون الإسلامي التي قبلت ترشيح علماء بارزين للمشاركة في وفد العلماء الذي سيزور أفغانستان، مشيداً بالتسهيلات الكبيرة المقدمة من دولة المقر، المملكة العربية السعودية، ومثمناً التعاون والتواصل العميق مع المندوبيات الدائمة للدول الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي، حيث بلغ عدد العلماء المشاركين والمشاركات في الوفد قرابة الثلاثين عالماً وعالمة. ونوَّه معاليه بالتجاوب الكبير الذي حظيت به الأمانة العامَّة من لدن السلطة الحاكمة بأفغانستان التي أبدت استعدادها استقبال الوفد من خلال مندوبيتها الدائمة لدى المنظمة مبيناً أن الزيارة القادمة امتدادٌ للزيارة الأولى التي قام بها وفد العلماء قبل عام ونيف إلى أفغانستان، والتقى خلالها عددًا من كبار المسؤولين والعلماء بأفغانستان، مؤكِّدًا على أهمية مواصلة الحوار البنَّاء، والتواصل الحكيم مع السلطة الحاكمة بغية تمكين الفتيات الأفغانيَّات من العودة إلى المدارس والجامعات لمتابعة دراساتهن التي حُرِمْنَ منها منذ عام تقريباً. وأوضح أن الزيارة الأولى لوفد العلماء أزالت ما أثير من شبهات حول موقف الإسلام الناصع من تعليم الإناث والفتيات المتمثل في كون التعليمشقيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله حقًّا شرعيًّا ثابتاً للذكور والإناث، وفريضةً من فرائض الإسلام الخالدة التي لا يجوز التفريط فيها تحت أي ذريعة من الذرائع مشيراً إلى أن ثمة مؤشرات إيجابية لتغيرات ملموسة من موقف السلطة إزاء موضوع تعليم الإناث، وعمل المرأة، مما يجعل هذه الزيارة الثانية فرصة ثمينة لاستثمار تلك المؤشرات والانطلاق منها بإذن الله تعالى.
وناقش الاجتماع عدداً من الإستراتيجيات المهمة، والاقتراحات الهادفة إلى تحقيق الانسجام والتكامل بين أعضاء الوفد مطالبًا أعضاء الوفد بإبداء وجهات نظرهم واقتراحاتهم لتمكين الوفد من تحقيق الأهداف التي نص عليها قرار المجلس الوزاري لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة. يذكر أن وفد العلماء في هذه الزيارة يتكون من علماء كبار من المملكة العربية السعوديَّة، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية تشاد، وجمهورية غينيا، وماليزيا، إضافة إلى علماء الدول التي شاركت في الزيارة الأولى وهي المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة، وجمهوريَّة إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلاميَّة، وجمهورية تركيا.