تتمتع منطقة الحدود الشمالية بمساحة كبيرة جداً مقارنة بالمناطق الأخرى من المملكة، وتمتد حدود المنطقة بطول 800 كيلو متر تقريباً ابتداءً من مدينتي الشعبة ورفحاء شرقاً حتى محافظة طريف غرباً، وتضم المنطقة الشمالية ثلاثة مطارات في كل من العاصمة الإدارية عرعر ومحافظاتها رفحاء وطريف حيث تم إنشاء تلك المطارات مع نشوء المدن الثلاث.
من أهم تلك المطارات هو مطار عرعر الإقليمي الواقع على الطريق الدولي والذي تأسس عام 1981 ميلادي ليتم تطوير المطار عام 2019 وتوسعته وافتتاحه بحلته الجديدة وبنفس موقعه الحيوي السابق عام 2020م إذ أصبح أحد معالم المنطقة وشاهداً على تنميتها المتواصلة بمبناه العصري الأنيق، وبما يتوافق مع تطلعات القيادة في رفع كفاءة وتحسين مطارات المملكة عموماً، وتماشياً مع الرؤية الطموحة الثاقبة 2030 لتقديم أفضل الخدمات للمسافرين، وتستوعب صالة المطار الجديد أكثر من مليون مسافر سنوياً في حال التشغيل المستقبلي الكامل وأكثر من 10.000 رحلة في السنة الواحدة، ويتطلع المسافرون من الأهالي والزوار للمنطقة إلى تسيير رحلات دولية من مطار عرعر الإقليمي ليكون مطاراً دولياً، وهذا ما تنوي هيئة الطيران المدني الإعلان عنه قريباً في تسيير أول رحلة دولية لمطار عرعر خصوصاً بعد الإعلان عن الحصول على عدد من الرخص التنظيمية للتشغيل الدولي، ومن المأمول أن تكون الرحلات الدولية في حال اعتمادها باتجاه العواصم العربية القريبة من المنطقة مثل القاهرة وعمان والشارقة وحتى اسطنبول شمالاً.
وتتسع مواقف السيارات في مطار عرعر بعد افتتاحه مؤخراً لـ616 موقفاً، كما تبلغ مساحة مبنى صالة السفر بعد أعمال التطوير 12000 م2 ومبنى الصالة الملكية 1800 م2 ومبنى الإطفاء والإنقاذ 3200 م2 ومبنى إدارة المطار 850 م2.
تسهم المطارات الثلاثة في التنمية المحلية منذ سنوات اقتصادياً وتجارياً واجتماعياً وذلك من خلال الرحلات الداخلية التي تربط مدن المنطقة بمدن المملكة ورغم شح الرحلات الداخلية يتطلع السكان والزوار ورجال الأعمال لوضع خطة أفضل بالتعاون مع تجمع المطارات الثاني الذي يدير تلك المطارات لتطوير هذه المنافذ الهامة نظير التزايد السكاني والمطالب برفع عدد الوجهات اليومية خصوصاً الرحلات الداخلية مثل الرياض وجدة والدمام والمدينة والقصيم وحفر الباطن،كما أنه من المأمول أن تخلق مطارات المنطقة في حال إن عملت بطاقتها الكاملة في إنعاش الوظائف اللوجستية أمام الباحثين عن العمل من التخصصات التقنية والتطبيقية.
هيئة الطيران المدني وتجمعاتها لديها خطوات أساسية ضرورية في تفعيل تلك المطارات التي تعتبر نوافذ اقتصادية وتجارية واجتماعية وهي بمثابة الموانئ لتلك المدن في أقصى المملكة ومن المهم معالجة الأسباب التي تؤخر التوسع في ربط المنطقة بالمناطق الأخرى من خلال الرحلات الداخلية الاقتصادية والبدء في تسيير الرحلات الدولية.علماً بأن مطار عرعر أصبح مجهزاً لاستقبال جميع أنواع الطائرات.
تتناغم تلك الأمنيات بتسريع تكثيف الرحلات الجوية الداخلية والدولية لمطار عرعر مع ما تشهده منطقة الحدود الشمالية من نشاط رسمي وتجاري واقتصادي وثقافي وطبي في المؤتمرات والمعارض والمهرجانات والاستثمارات إذ أصبحت الفعاليات تتوالى بشكل شهري أو ربما أسبوعي، ويشرف سمو أمير المنطقة على مثل هذا الحراك التنموي المتنامي في كافة القطاعات سواء الحكومية أو في مجال الاستثمار وتشجيع رجال الأعمال.