عبدالواحد العلوان
«قرار دمج أطفال الابتدائي من الأول إلى الرابع من الذكور والإناث ذكي وإيجابي وله مردود اقتصادي، وطني، تعليمي، اجتماعي، أسري وعالمي».
انتقلت العملية التعليمية من الصفر إلى القمة، مع حقيبة إصلاحات طالت كثيراً من الأنظمة والقوانين والمواد التعليمية.
رؤية 2030 ليست رؤية اعتيادية، وليست فقط عنواناً عريضاً يستوقفك حينما تراه، وليست دعاية لأحداث كبيرة، وليست إعلاماً نتناقله في منشوراتنا.
رؤية 2030 هي إعادة ترتيب كل وزارات الدولة، وإعادة تنسيق وتنظيم كل مخرجات التعليم بما يتناسب معها من وظائف في سوق العمل، وكذلك لم تقتصر الرؤية على وزارة واحدة، طالت هذه الرؤية العظيمة، كل شيء يتعلق بالمواطن الفرد والأسرة، ذكوراً وإناثاً، شباباً وكباراً، وأطفالاً، ومن يعش معنا في المملكة العربية السعودية، من المؤكد أنه شعر بالفارق الكبير منذ انبثاق شعاع الرؤية.
أولت القيادة الرشيدة رؤية 2030 الاهتمام البالغ، الذي طال وزارة التعليم، ووزارة التعليم عليها أولوية قصوى، حيث تشكل لبنة أساس التعليم ومخرجات العلوم لسوق العمل، جاءت الرؤية لتنظم كل ما يتناسب معها ويتماشى مع سوق العمل عالمياً، وحيث إن المملكة العربية السعودية من أقوى أقتصادات العالم، وهي قوة اقتصادية تشكل فارقاً كبيراً في التوازن العالمي.
ترتيب وتنظيم البيئة التعليمية، ودمج الأطفال الذكور مع البنات من أول ابتدائي إلى رابع ابتدائي، وهذا تنظيم فيه استشعار أن الدمج له آثار نفسية، واجتماعية وأسرية كبيرة وليست فقط خاصة بالتعليم والتحصيل العلمي، وإنما على نفوس الأطفال بالإيجابية وسرعة الاندماج من البيئة التعليمية حتى الاجتماعية والوطنية والأسرية.
هناك آثار إيجابية للدمج ومردودها على النفسية للأطفال كبير جداً وعظيم، وآثارها في الوطن والمجتمع، ودور الدمج تعزيز روح الشراكة في بناء ونمو نهضة الوطن، وتعزيز دور الذكر والأنثى شركاء معاً.
عشنا في الماضي في منعزل وقيود جد كبيرة، في التعليم والأنظمة التعليمية، ولم نستطع تخطيها بسهولة، والأبواب كانت مؤصدة التي تُحدث التعليم وتنقله ليواكب العالمية، جاءت القرارات والتنظيمات وفقاً لتتلمس حاجة الوطن لتجديد الدماء، وتحديث الأنظمة والبيئات التعليمية في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، التي تتناسب مع ما يتطلبه المشهد التعليمي اليوم، وما ينافسه من المشهد التعليمي العالمي.
المعلمات هن أولى بعملية اندماج الأطفال الذكور والإناث، في الصفوف الابتدائية الأولى، وهن الركيزة التي ينطلق منها الأطفال لمراحل الدراسة التالية، وجود معلمة أم أنثى، تدرس الأطفال وتحتويهم، تحن عليهم، وتتلمس احتياجاتهم الطفولية، هي أقرب للأطفال من المعلمين الرجال، ولا سيما أن المعلمة في المدرسة أحن وأقرب للطفل من المعلم، وتتفهم شعور الأطفال وأحاسيسهم أكثر من المعلم، وهذا ما عزز من صوابية قرار الدمج وعزز قوته، والنتائج إن شاء الله مبشرة بالخير على نفسيات أطفالنا.
القرار جاء لتعزيز دور الصحة النفسية إيجابياً، على نفسية الأطفال، ومنها قد يقضي على عدد من المشكلات النفسية التي كان الطفل يتعرض لها في طفولته الدراسية المبكرة، مثل مشكلات النطق، مشكلات الكتابة، ومشكلات التأتأة، ولا سيما أن بعض هذه المشكلات لا يمكن للمعلمين الرجال اكتشافها، ولكن المعلمات يقمن بكشفها بكل سهولة، بحكم أن المعلمة أم في منزلها وتحتضن أطفالها ووقتها مع أبنائها وقت أطول من رب الأسرة الرجل، فسوف تكتشف هذه المشكلات وتعالجها بكل يسر وسهولة، وقد تقضي عليها.
التخصصات التعليمية السابقة حققت ما صممت له من وظائف حكومية أو وظائف في القطاعات الخاصة، وبقت فترة طويلة لم تحدث ولم تجدد ولم تدرس إدخال تخصصات جديدة لسوق العمل، لدعم وزارات الدولة وكذلك دعم اقتصاد الدولة من بوابة التعليم، وما يتطلبه سوق العمل من تخصصات، كما نشهده اليوم تخصصات حديثة من مرحلة الثانوية، ومن المرحلة الجامعية، أُدرجت في الجامعات تخصصات حديثة تواكب دعم الاقتصاد الوطني، ودعم الاحتياج الوطني، ومستقبل رؤية 2030 في تنافسية المملكة العربية السعودية مع دول العالم في التعليم والاقتصاد والمستقبل، فلا ضير أن تكون أمامنا القمة بكل هذه الجهود وننافس فيها جامعات عالمية، فالمملكة تمتلك المقومات كافة التي تجعلها في مسار القمة بشكل دائم.