د.عبدالعزيز الجار الله
المملكة لها شواطئ بحرية بطول 3800 كيلومتر، طول ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة 2600 كم، وساحل الخليج العربي 1200 كم، ولها سجل تاريخي في المياه المحلاة تعود إلى عام 1907 تحلية (الكنداسة) في جدة، ومن حاجة المملكة ودول الجزيرة العربية والخليج وكذلك حاجة العالم للمياه والتحديات المستقبلية التي تواجه المجتمع الدولي، فقد أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد - حفظه الله - في 4 سبتمبر 2023 عن تأسيس المملكة لمنظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض، ليضع العالم أمام مسؤولياته لتحديات المياه - العذبة - التي بدأت تشكل خطرا على الحياة، وعلى خطط التنمية ليس في جنوب غرب آسيا حيث وجودنا في هذه الناحية بل في العالم أجمع بسبب تغيرات المناخ ونضوب وجفاف الأنهار والبحيرات، والحروب المتوقعة بسبب المياه، فالوطن العربي أكثر حاجة من غيره نتيجة وقوع مصادر أنهاره ومياهه في دول يعيش معها الوطن العربي مواجهات مثل: إسرائيل وإيران وتركيا. لكن صراع العالم ليس في هذه الجزئية إنما من دراسات المياه والبيئة التي تذكر أن العالم يتجه للعطش ومزيد من التغير المناخي يظهر منها قلة الأمطار على بلدان كانت تصنف بأنها من الدول المطرية والبحيرات حيث احتبست الأمطار وغار ماؤها إلى أبعاد سحيقة، و تصحرت أراضيها وجفت أنهارها.
وحسب ماجاء في تأسيس المملكة لمنظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض أهداف عدة منها:
- تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه.
- تمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها.
- السعي لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزفرص وصول الجميع إليها.
- ابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية.
- ستعمل المنظمة على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحدياتٍ في موضوع المياه.
- تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050م، نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى (9.8 مليارات) نسمة وفق التقديرات.
المملكة وهي الأكبر مساحة في الجزيرة العربية التي وصفت أراضيها بالصحاري الشاسعة، عاشت طوال تاريخها القديم، صراع العطش والتصحر، حتى أراد لها الله أن تكون واحة كبيرة وسط كثبان الرمال، لتسابق الأمم بالاستفادة من تقنية تحلية البحار حيث عرفت المملكة تحلية المياه في عام 1907 عندما انتشلت آلة من إحدى السفن المتحطمة على شواطئ جدة وسميت «الكنداسة» تقنية تحلية المياه بالكنداسة لم تكن سابقا تستخدم إلا في السفن العسكرية وسفن الشحن التجاري التي تبحر لأسابيع دون توقف، بعد تثبيت الكنداسة على شواطئ جدة امتلكت السعودية أول وحدة لتحلية المياه على اليابسة.
وفي عام 1926 أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجات الحجاج والمعتمرين من المياه بالإضافة إلى تزويد سكان مدينة جدة بالماء. وفي عام 1965 أنشأت إدارة عامة لتحلية المياه المالحة بوزارة الزراعة والمياه بجدة، ومن بعدها أنشئت عدد من محطات التحلية هي: محطتا الوجه وضباء عام 1969 ومحطة جدة في عام 1970 ومحطة الخبر عام 1973.
في عام 1974 تم إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتتولى إنشاء المحطات وإيصال المياه المحلاة لمختلف مناطق المملكة.