عبده الأسمري
ما بين مبتدأ الجيولوجيا وخبر الفيزياء أسس جملته الاسمية في «قواعد» الحياة ووسط «فوائد» التجربة وخلال «عوائد» المسيرة.
واجه ترهات «التنمر» بقدرات «التدبر» التي حولت «صعوبات» السمع و»عقبات» النطق إلى وثبات من «الدوافع « وهبات من «المنافع» حولها إلى «تجارب» عريضة رتب مواعيدها على «بوابات» الإنجاز وجنى ثمارها على «منصات» الاعتزاز.
ارتهن إلى «ذات» صبورة و»نفس» جسورة زلزلت «عوائق» الظروف بعد أن تسلح بحوافز «اليقين» واجتاز «حواجز «الأنين» ليملأ «القاعات» الجامعية بصدى «الأستاذية» ويبهج «الوقائع» المهنية بمدى «الاحترافية».
إنه المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود البروفيسور عبد الله بن محمد العمري أحد أبرز الأكاديميين السعوديين وخبراء الزلازل وأول سعودي ينال دجة بروفيسور في علم الجيوفيزياء.
بوجه جنوبي مسكون بالشهامة وموشوم بالمروءة وسحنة «حنطية» تتكامل على «محيا» زاهي الملامح باهي المطامح وعينين واسعتين تلمحان بنظرات «الحنكة» وتلمعان بلمحات «الفطنة» وشخصية ودودة الطبع لينة الجانب خلوقة الطباع لطيفة المعشر لطيفة التواصل وكاريزما تتقاطر أدباً وتهذيباً وصوت جهوري تتكامل فيه عبارات «التخصص» وتتماثل وسطه اعتبارات «الاختصاص» وخبرة قوامها «العلم» وسيرة مقامها «المعرفة» ومخزون معرفي ممتلئ بعلوم الجيولوجيا ومنبع علمي مكتظ بمعالم الفيزياء ورصيد عملي مديد مشفوع بدوافع «التميز» ومسجوع بمنافع «الامتياز» قضى العمري من عمره «عقوداً» وهو يقيس «مؤشرات» الزلازل ويرصد «مقاييس» الهزات الأرضية ويؤسس أسس «العلوم» ويؤصل أركان «المعارف» أكاديمياً وخبيراً وقيادياً ومؤلفاً واستاذاً حمل على عاتقه مهمات «الابتكار» ورسخ في دروبه مهام «الاقتدار».
في الطائف عروس المصائف ولد عام 1378 في «غرة» شوال في يوم عيد بهيج واقترن الخبر الميمون مع «نداءات»التكبير والتهليل التي ملأت أرجاء حي الثقافة «الشهير» الذي شهد ولادته في أجواء تمازجت ما بين حظوة الإيمان وسطوة الاطمئنان .
تفتحت عيناه على أب كريم ملتزم مشهور بالتدين وأم نقية تقية توشحت بالحنان فتكاملت في وجدانه «قيم» التوجيه و»همم» الوجاهة.
انتقل الطفل ذو العام الواحد مع أسرته إلى مسقط رأس الأسرة في قرية آل محفوظ في بلاد بني عمرو بمحافظة النماص نظراً لارتباط والده بتعليم أهالي القرية القرآن الكريم وعلوم الشريعة وانتقل العمري مع أفراد أسرته للعيش مع والدهم في تبوك مرة أخرى عام 1384.
تفتحت عيناه على موجهات الالتزام في شخصية والده واتجاهات الإلهام في دعوات والدته وركض مع أقرانه طفلاً مستنشقاً «صباحات» الفلاح في حارته الصغيرة المكتظة بمنازل «البسطاء» والمسكونة بمحافل «الطيبين».
ظل العمري ممسكاً كل صباح بيد والده «الحانية» متوجهاً إلى المدرسة السعودية التي بدأ الدراسة فيها مستعماً ونظراً لإبداعه الباكر رغم صغر سنه تم إدراجه في نشاط «الإذاعة المدرسية» ونظراً لنباغته ظل مسؤولاً عن ترديد النشيد الوطني الصباحي حتى وصوله الصف الرابع الابتدائي.
مضى العمري طفولته ثاوياً بين أمهات الكتب في مكتبة والدته العامرة بالمجلدات الثمينة من كتب الشريعة واللغة والأدب.
وفي شتاء 1388 وفي عمر العاشرة أصيب العمري بحمى شوكية قوية» تسببت في التهاب بأعصاب السمع مما أدى إلى إصابته بالصمم وشلل جزئي في الفك وصعوبة بالغة في النطق وتعرض بعدها إلى موجات متتالية من الأذى النفسي والتنمر كان أبطالها «معلمون» و»تلامذة» و»أقران» وواجهها بجلادة النفس وبسالة الذات وظل «صابراً» ينتهل من «جبر» والديه لمواجهة «ويلات» التعدي اللفظي من الآخرين والاعتداء المعنوي من الغير.
وقد خضع في مراحل متعددة لعلاج ضعف السمع إلا أنها لم تكن شافية وكافية أما «النطق» فقد تحسن كثيراً بسبب فصاحته وبلاغته وقراءته المتواصلة وحرصه على تعديل نطقه وقد حصد ثمار «الشفاء» من جرعات «الإصرار».
وبحكم عمل والده العسكري نقل العمري مع أسرته إلى خميس مشيط عام 1390 وأكمل دراسته والتحق بالمتوسطة الأولى ثم أكمل الدراسة الثانوية واجتازها بتفوق وكان أحد العشرة الأوائل على مستوى المملكة.
تقدم عام 1397 إلى جامعة الرياض باحثاً عن «مقعد» في كلية الطب ولكنه لم يقبل وواجه العديد من «التعقيدات» والإحباطات» وتم رفضه من كل الكليات وتقدم والده بطلب إلى الأمير سلطان اثناء زيارته لمنطقة عسير وشرح له تميز ابنه ورفض الجامعات له ووجه سموه رحمه الله بقبوله في الجامعة وتم قبوله في كلية العلوم ودخل في البداية بقسم الرياضيات وتخرج من الفصل الأول بمعدل امتياز بمعدل 4,7 من 5 ونظراً لبعد نظره وبحثه عن وظيفة خارج إطارات التعليم التحق بقسم «الجيولوجيا» وتم قبوله بعد «مصاعب» متعددة نظراً لضعف السمع.
وفي عام 1398 توجه للقاهرة بحثاً عن العلاج ولكنه لم ينفع ثم سافر للخارج على نفقة الأمير عبد الله الفيصل للعلاج في لندن ولكن التشخيص أوصى بأن يظل على سماعة الأذن وعاد للجامعة وعانى من «إقصاء» و»تعنت» و»تعمد» من بعض أعضاء هيئة التدريس في قسمه بغرض إبعاده عن الحصول على برنامج الإعادة في الجامعة.
ثم توجه لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحصل على وظيفة «معيد» في قسم الهيدروجيولوجيا وعمل لمدة عامين في هيئة المواصفات والمقاييس ثم تم ابتعاثه لدراسة الماجستير في جامعة جنوب فلوريدا ونالها باقتدار وعاد للهيئة وتمت ترقيته على المرتبة العاشرة وفي عام 1405 تم تعيينه في مرصد الزلازل الجيوفيزيائي في جامعة الملك سعود وفي عام 1406 تم ابتعاثه إلى جامعة ولاية كارولينا الشمالية ثم انتقل لجامعة مينيسوتا ودرس تخصص الزلازل ونال منها درجة الدكتوراه وعاد لأرض الوطن وتعين عام 1411 في قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود أستاذاً مساعداً وفي عام 1415 حصل على درجة أستاذ مشارك وفي عام 1419 حصل على درجة «الأستاذية» وتعين في عدة مناصب بالجامعة.
تم ترشيحه في عام 2007 رئيساً للجمعية السعودية لعلوم الأرض وتم تعيينه عام 1997 مشرفاً على مركز الدراسات الزلزالية ومشرفاً على كرسي استكشاف الموارد المالية في الربع الخالي وتم اختياره مشرفاً على مركز الطاقة الحرارية الأرضية بجامعة الملك سعود ورئيساً لفريق برنامج «زمالة علم» مع جامعة اوريغون الأمريكية ومعهد ماكس الألماني عمل كمستشار في عدة قطاعات وباحث مع جهات مختلفة وله عشرات العضويات وفي عام 2008 أسس العمري أول مجلة علمية عربية محكمة في العلوم الجيولوجية وترأس تحريرها.
ألّف عدة كتب ومنها كتاب «الجيوفيزياء التطبيقية» في 800 صفحة وقد طبعه صدقة جارية على نية والده رحمه الله وأصدر خمسة كتب متخصصة إضافة إلى الموسوعة العلمية في علوم الأرص في ثلاثين كتاباً و5500 صفحة وهي أكبر «موسوعة» عربياً وعالمياً في علوم الأرض ويعكف على إصدار الموسوعة الشاملة في تاريخ العلوم والطب في 1200 صفحة.
وفي إطار البحوث نشر العمري 220 ورقة عمل في مجلات متخصصة و60 تقريراً فنياً و40 مشروعاً بحثياً محلياً و18 مشروعاً بحثياً دولياً وشارك في أكثر من 125 مؤتمراً و75 ندوة داخلياً وخارجياً تم تكريمه في عدة محافل ومناسبات محلية وإقليمية ودولية ونال عشرات الجوائز.
عبدالله العمري.
البروفيسور الاستثنائي الذي تغلب على عائق «الحاسة» بفائق «الإحساس» ليحول عوائق «الصمم» إلى حقائق من «الهمم» اعتلى بها «القمم» في موازين «الثناء» وميادين «الاستثناء».