محمد الخيبري
أثناء فترة توقف المنافسات الرياضية لدخول فترة «أيام الفيفا» الدولية للمنتخبات والتي يكون فيها مبررٌ منطقيٌّ وفنيٌّ للاتحاد لإيقاف المنافسات الرياضية فيما يخص درجة المحترفين للأندية لفرق كرة القدم ..
فترة التوقف غالباً ما تكون أشبه بالمعسكرات للفرق وغالباً مايصاحبها ركود إعلامي جماهيري عدا تطاير بعض الأخبار عن مشاركات المنتخبات في المباريات الودية أو البطولات الودية أثناء فترة التوقف ..
على غير العادة فقد اشتعل وسطنا الرياضي في هذه الفترة نظراً لاتساع رقعة الحوارات في مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع سقف حرية الطرح على الرغم من فرض القيود والرقابة على المتجاوزين إلا أنه وبكل أسف وجد البعض منفذاً آخر وثغرة شبيهة بالثغرات القانونية لاستغلالها لتنفيذ أجندة معينة هي بالأساس لاتخدم رياضتنا بشيء بل إنها تزيد من التعصب الرياضي «المقيت»..
وبكل أسف امتهن بعض «الزملاء» الإعلاميين سياسة «استفزاز» عاطفة الجماهير المنتمية للأندية المنافسة للنادي المنتمي هو له خصوصاً في موقع التواصل الاجتماعي ( X ) وهو الأكثر كثافة وسخونة..
لست بصدد تحديد أسماء إعلامية معينة أو ألوان نادٍ معين أو جمهور نادٍ معين لأن التراشق والتجاوز واستفزاز عاطفة الجماهير سلوك جماعي نتج عن فعل وردة فعل لا نعلم من بدأ به أولاً وتشكلت تلك «الهر طقات» داخل «حلقة مفرغة» تستمر بها التراشقات بشكل يومي ومستمر..
مسؤولية حفظ التوازن بالشارع الرياضي أراها تقع على وزيري الإعلام والرياضة لأن الصراع الإعلامي الجماهيري ليس بمصلحة لا الإعلام ولا الرياضة وخلق التوتر وزيادة الاحتقان قد يبدد جمال المنافسة والتي أولت حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها برياضتنا وجعلت من أهم تطلعات «رؤية المملكة 2030» تطوير الرياضة على كافة الأصعدة..
فـ«إلى وزير الإعلام ووزير الرياضة» أوجه رسالتي للحفاظ على ماتبقى من جمال رياضتنا والتي شوهها «التعصب الرياضي» وبعض التعاطي الإعلامي الموجه وتبني بعض البرامج الرياضية لذلك التوجه الذي يخلق التوتر والاحتقان اللذين تغلغلا في المدرجات..
وعلى الرغم من تواجد الأصوات الإعلامية والجماهيرية النموذجية في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن ذلك الصوت لايلفت الانتباه لأن الاهتمام بتلك الأصوات من المسؤولين في الاتحادات الرياضية والأندية والبرامج الرياضية وبقية وسائل الإعلام «معدوم» تماماً..
هذا الإهمال وإن لم يكن متعمداً فقد ساعد كثيراً على «أدلجة» عقول الجماهير التي تكون استجابتها سريعة نظراً لعاطفيتها وحساسية المنافسة والثقافة التشجيعية التي تعودوا عليها طوال الزمان ونظراً لجمال الرياضة والشغف والاهتمام من الجميع وعلى كافة الأصعدة..
ومن واقع التجارب الاجتماعية فإن أي سلوك اجتماعي يصحبه قانون ولوائح وأنظمة سيكون أكثر إيجابية وجاذبية ويقضي على سياسة «القطيع» وتأجيج الرأي العام ويحول التعصب إلى انتقاد بنّاء والتراشق الجماهيري الإعلامي إلى مناكفات رياضية «محمودة»..
المنافسة الرياضية الحقيقية بنيت على مبدأ نبيل يسعى البعض بحكم الميول لألوان معينة لطمس هذا المبدأ مفضلاً مصلحة اللون الذي يميل إليه على جمال المنافسة مهما كانت النتائج..
والحفاظ على مبدأ التنافس الجميل وتغليبه على مصلحة الأندية والوقوف بمسافة واحدة من جميع الأندية وتطبيق الأنظمة واللوائح يجعل من الوسط الرياضي أكثر اتزاناً وواقعية ويحقق أهداف النقد البنّاء ويرفع من المستوى الفني للألعاب الرياضية ويجذب الأنظار العالمية لمنافساتنا والأهم من كل ذلك تحقيق أهداف رؤية حكومتنا الرشيدة.
قشعريرة
المستوى الفني الكبير الذي قدمه نجوم «الهلال» المحترفون الأجانب أثناء مشاركتهم مع منتخباتهم في فترة التوقف لـ «أيام الفيفا» رفع من سقف الطموح للجماهير الزرقاء ودق جرس الإنذار للفرق المنافسة..