سلمان العطاوي
إكسبو أكبر تظاهرة عالمية يجتمع فيها ما يزيد على 200 دولة كانت بدايات هذه التظاهرة من لندن عام 1851م بأعداد قليلة من الزوار ويظهر نمو العدد ليصل حسب التقديرات لإكسبو دبي 2020 ما يقارب الـ 25 مليون زائر تتجلى فيه روح التواصل وعمليات الاتصال مما يعطي انطباعاً عن أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية إيجابية ومعززة لدور تلك الدول المستضيفة. يعد إكسبو ركيزة أساسية في التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات ومستهدفات ما تسير عليه الدول من خطط تنموية واقتصادية وتسويقية لما تمتلكه من بنى تحتية داعمة ومحفزة للمستثمرين وصناع المال على مستوى العالم. إن إكسبو يسعى لاستقطاب كبرى دول العالم اقتصادياً والمؤثرة سواء في مجموعة العشرين أو بقية الدول الاقتصادية التي تعمل على تنمية وتطوير اقتصادها وتعزيز سبل المعيشة وجودة الحياة لمواطنيها.
بزغت شمس رؤية 2030 لتعزز أهمية جذب إكسبو لمملكتنا منطلقة من مستهدفات اقتصادية وتنموية وسياحية تؤكد ذلك ضمن برامجها ومبادراتها لما تمتلكه المملكة من بنى تحتية متينة تساعد على ذلك.
إن ترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة هذا الحدث النوعي العالمي يشكل نقلة انفرادية ومميزة في عالم قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات والتجمعات الدولية فهو يشكل تجمع المصالح الدولية والاهتمامات المشتركة سواء استثمارية أو تجارية.
ولاستضافة إكسبو عدة فوائد وإيجابيات منها ما يعود على الدولة المستضيفة أو على الأفراد المستثمرين أو الجهات الطامحة لتفعيل العمليات التسويقية أو بناء دائرة موسعة من العلاقات العامة:-
1- ترسيخ مفهوم العلامة التجارية لمدينة الرياض تعد مدينة الرياض ثالث أكبر عاصمة عربية من حيث المساحة والسكان وهذا مؤشر إيجابي وتنافسي لاستضافة إكسبو أضف إلى ذلك النهضة التنموية والعمرانية التي تشهدها المدينة لذلك هي قادرة على احتواء كبرى الأحداث والفعاليات. وهنا يتجلى إبراز مدينة الرياض كحاضنة للاستثمار ومضيافة للشركات والأعمال التجارية وبيئة محفزة لرجال وسيدات الأعمال من حيث العمق التاريخي والاستراتيجي والاستقرار الاقتصادي. وتكون مدينة الرياض حينها منفتحة على العالم مما يسهل وينمي عمليات التبادل الثقافي والاقتصادي ويعزز مكانتها كإحدى العواصم العربية الثقافية التي تملك القرار الاقتصادي والسياسي.
2- بناء الصورة الذهنية الإيجابية لمدينة الرياض بشكل خاص من خلال ما يطرح من مبادرات وفعاليات وما ينشر خلال الرسائل الترويجية والاتصالية التي تعزز الصورة الحقيقية عن المدينة وما يتم من خلال سفراء إكسبو على مستوى العالم بتوجيه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية كبيئة خصبة للاستثمار والعمل التجاري.
3- ارتفاع الطلب للأيدي العاملة سواء المهنية المختصة أو حتى المهن التشغيلية من مقاولين ومقدمي خدمات ومسوقين وإعلاميين وامتداد هذا التأثير إلى أماكن الإقامة والمطاعم ومحلات القهوة والأماكن السياحية لما سيصاحب الإكسبو من متطلبات تساعد على النجاح التكاملي.
4- ارتفاع الطلب على قطاع الإيواء والفنادق مما يساهم ويساعد في إبراز خدمة عملاء احترافية ومهنية من خلال استقبال زوار إكسبو وأقترح إبراز هوية إكسبو الرياض من خلال مداخل الفنادق أو الشقق الفندقية وتحديد موقع لعدد 2 أو 3 أشخاص لنقل ثقافة القهوة السعودية والتمر.
ومن هذا المنظور يتحتم على كل فرد تحت سماء هذا البلد المبارك أن يبرز الصورة الحقيقة عن شعب هذا البلد كرماً وطيباً ومودة مع زوارنا ومرتادي إكسبو 2030 برسالة علمتناها بلدنا ورسختها جيلاً بعد جيل وسنفرح قريباً بفوزنا بالاستضافة ورفع العلم الذي لا ينكس فلنكن نموذجاً يحتذى بها أجيال العالم ويروي حكياتها الآباء لأبنائهم والأمهات لبناتهم وليسجل التاريخ أننا قادرون على صنع تاريخ مشرق ومستقبل باهر وطموحنا عنان السماء.