ميسون أبو بكر
في الطائرة لحضور منتدى سنوي مهم «منتدى الاتصال الحكومي»، يعقد في الشارقة ويشارك فيه قادة في الفكر والسياسة والإعلام والتكنولوجيا، يناقشون هذا العام عنوانًا عريضًا «موارد اليوم ثروات الغد».
وقد تنبّهت من تغريدة أستاذ الصحافة عبدالرحمن الراشد أنني أطير اللحظة في نفس تاريخ ذكرى الحادي عشر من سبتمبر (اختراق الطائرات لمركز التجارة العالمي)، الحادثة الأليمة التي قلبت الموازين وغيرت وجه العالم وسياساته، حتى إجراءات السفر التي كانت ميسرة في السابق فلم يكن يحتاج المسافر لتعقيدات التأشيرات واحتمالية رفضها كما هو الحال اليوم؛ ولا لتلك الطوابير الطويلة المزعجة في المطارات للوقوف على نقاط التفتيش الدقيق والمضني، اليوم تغير كل شيء ولا يملك المسافر إلا الصبر والإذعان للإجراءات الأمنية المشددة التي جعلت من السفر رحلة شاقة محفوفة بالقلق.
كانت تغريدة الراشد حول نظرية المؤامرة التي شابت الأحداث التي دمرت أكثر من برجين وقتلت في ساعة أكثر من ثلاثة آلاف إنسان وقادت لحروب عسكرية واجتماعية وما زالت آثارها مستمرة وبقيت لها تبعاتها.
الكوارث الإنسانية المتتالية على عالمنا بدءًا من كورونا التي شلت العالم اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا إلى حرب روسيا وأوكرانيا التي جاءت في وقت لم نشف فيه بعد من تبعات كورونا إلى الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات آخرها في المغرب وليبيا التي نسأل الله عز وجل أن يرحم الموتى ويحفظ البلاد.
منتدى الشارقة الحكومي يسلط الضوء في نسخته الثانية عشرة على أهمية استغلال وإدارة الموارد والثروات التي تمتلكها الدول والمجتمعات، وكيفية تحويلها إلى عوامل نجاح وتنمية مستدامة، وتشمل الموارد الطبيعية، والموارد غير المادية من ثروة بشرية وثقافة وفنون ورياضة، وثروة التكنولوجيا والبيانات وهي ثروات العصر، وأخيراً ثروات المستقبل (ما بعد الثروات التي نعرفها). وهو المنتدى الذي تعودنا منه أن يواكب أحداث الساعة ويستشرف المستقبل.
يعول كثيرًا اليوم على الموارد الطبيعية وغير المادية التي تعتبر حجر الأساس في ثروات البلاد في ظل العالم المتغير والتغيرات التي قلبت المعادلة وتناولت الإنسان وفكره وطاقاته كثروة أساسية رغم وجود تحديات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومستجدات أخرى.
منتدى الاتصال -كما أشار سعادة طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة -يبرز دور الاتصال الحكومي في التعريف بأهمية البيانات في سن السياسات التنموية السليمة، وضرورة توجيه التكنولوجيا لإيجاد حلول لتحديات تنموية مثل الأمن الغذائي، والمناخ، وندرة الموارد، والتعليم والصحة، مما يجعل الحكومات تتخذ الإجراءات الاستباقية لما يمكن أن يواجه العالم من متغيرات ومفاجآت.
ما نعيشه من كوارث طبيعية وتغييرات مناخية ليست مؤامرة وإنما مستجدات تحدث تغييرات كبيرة في الكون لا بد من الاستعداد لها والتخطيط لمواجهتها، وعلى مدار التاريخ أحداث كثيرة قد تكون مماثلة لكن بتواريخ متباينة، والحياة تستمر والإنسان في عمل دؤوب وتفكير مستمر أمام التحديات الكونية والبشرية.