خالد محمد الدوس
اهتم عددٌ كبيرٌ من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع وميادينه، واستخدام مناهجه العلمية في دراسة المجتمع البشري وظواهره، واكتشاف قوانين النظام الاجتماعي الذي يحافظ على استقرار المجتمع وضبط توازنه. وقد أسهم كثير من المفكرين والمنظرين والعلماء في إثراء هذا الميدان العلمي الخصيب، وإشباع اتجاهاته السوسيولوجية. ومن المنظرين والخبراء في علم الاجتماع السعودي.. الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم اجتماع الجريمة بجامعة القصيم، هذا الفرع الحيوي الذي يعد من فروع علم الاجتماع العام، وأحد التخصصات المهمة التي ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر على يد مجموعة من علماء الإجرام مثل انريكو فيري، فيرى كتليه لا كساني وجيري وغيرهم ويدرس هذا التخصص الجريمة والانحراف من الناحية الاجتماعية بمعنى أنه يهتم بتوضيح العلاقة الموجودة بين ظاهرة الجريمة وبين الظروف الاجتماعية التي تدفع بالأفراد إلى ارتكاب الجريمة والإقدام على ممارسة السلوك الانحرافي المنافي لقواعد الضبط الاجتماعي والديني والأخلاقي التي يسير عليها المجتمع. الإنساني.
ولد الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد الرميح في منطقة القصيم وأكمل تعليمه العام في قصيم التاريخ والعطاء والخير والنماء ثم شدّ الرحال في شبابه برغبة قوية وطموح عال في نهل العلم والمعرفة من أعرق الجامعات الأمريكية، حيث درس في جامعة بورتلند الحكومية وحصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع ثم واصل تعليمه العالي في نفس الجامعة ونال درجة الماجستير في علم اجتماع الجريمة، ثم تلا ذلك حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة واشنطن الحكومية تخصص دقيق علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب، وبعد عودته لأرض الوطن وهو مرصع بالعلم والمعرفة عمل بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم جامعة القصيم، حيث تدرّج في السلم الأكاديمي حتى رقي إلى الدرجة (الأستاذية) بأبحاثه الثرية ودراساته الغنية ومؤلفاته التي تهم الباحثين والدراسين في علم الاجتماع وميادينه ومنها كتاب طرق البحث الاجتماعي وكتاب الجريمة والعقاب. عمل الخبير في مكافحة الجريمة البروفيسور يوسف الرميح مستشاراً أمنياً لسمو أمير منطقة القصيم، كما عمل رئيساً لمركز الشيخ ابن سعدي -رحمه الله - للدراسات والبحوث.
وعندما تتجه بوصلة اهتماماته العلمية كانت في المجال الأمني: الإرهاب والفكر الضال والعنف والجريمة والمخدرات والإجرام التقني والمنظمات الإجرامية وجنوح الأحداث والأمن الفكري والتنمية البشرية وكذلك دراسة المجتمع السعودي من النواحي الأمنية والفكرية.
وفي مجال دراساته العلمية وبحوثه الرصينة التي قدمها خلال مسيرته الأكاديمية المتميزة ومن أبرزها: بحث بعنوان الفقر الحضري: أثره على الاستقرار الأسري دراسة للأسباب والمظاهر والآثار وسبل المواجهة». مجلة العلوم الأسرية. بحوث ودراسات أسرية المجلد 1 العدد 2، يناير 2020، وبحث بعنوان: جرائم السرقة في المجتمعات القديمة: تحليل سوسيو تاريخي، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية 1430، المجلد 24: العدد 49، بحث بعنوان: خصائص الأحداث الجانحين في المملكة العربية السعودية: دراسة ميدانية على منطقة القصيم: مجلة البحوث الأمنية. الرياض: مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية. 1430: المجلد 18، العدد 43، بحث بعنوان التطرف بين طلاب الجامعة: العوامل وسبل المواجهة: دراسة نظرية، مجلة كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، 2008، العدد 25، بحث بعنوان: الإرهاب والجريمة الالكترونية بالمجتمع السعودي: رؤية سوسيولوجية، مجلة كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، 2009، العدد 27. بحث بعنوان العوامل المرتبطة بعمالة الأطفال في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في منطقة القصيم، مجلة البحوث الأمنية، الرياض، العدد 48، مارس 2011، بحث بعنوان: العنف ضد الأطفال: دراسة ميدانية في محافظة عنيزة، منطقة القصيم، مجلة البحوث الأمنية: الرياض. العدد 54، فبراير 2013. بحث بعنوان: تحليل سوسيولوجي لأنماط واتجاهات الجريمة في شبه الجزيرة العربية في فترة قبل التوحيد: مجلة البحوث الأمنية، العدد 24، 1424هـ. بحث بعنوان: الخصائص الاجتماعية للمسنين: دراسة استطلاعية مجلة الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية في جامعة حلوان. يناير 1999. وبحث بعنوان: العائلة وجرائم الأحداث «تصدع أم توتر» مجلة الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية في جامعة حلوان. يناير 2000 وغيرها من البحوث العلمية والدراسات الثرية في مجالات علم اجتماع الجريمة.
في سياق الإشراف الأكاديمي.. أشرف خبير مكافحة الجريمة أ. د. يوسف على عدد كبير من الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه في جامعة القصيم، ومحكّم معتمد للترقيات العلمية للأساتذة لدرجة أستاذ مشارك وأستاذ دكتور في عدد من الجامعات العربية، ومحكّم لعدد من المجلات العلمية المحكّمة. فضلاً عن مشاركاته في العديد من المؤتمرات العلمية داخل وخارج المملكة والندوات التنويرية وورش العمل في القضايا الأمنية، وكذا المشاركة في الأعمال الإعلامية المرئية والإذاعية والصحفية في مجال تخصصه الدقيق التي تساهم في رفع سقف الوعي المجتمعي وتنويره ضد الجريمة ومخاطرها على البناء الاجتماعي ووظائفه المختلفة.