نجلاء العتيبي
«ويشعر المتعاطِفون بمشاعر الآخرين؛ سواءٌ كانت إيجابية أوسلبية، وتُمكِّنهم هذه السمة من التواصل مع الآخرين بشكل أسهل وأعمق، ولكنْ عندما يصبح التعاطف مفرطًا، ولا يَعرف الشخص كيف يفصل بين مشاعره ومشاعر الآخرين؛ يصبح الأمر مُرهِقًا، ويضرّ بالصحة العقلية والنفسية، أو تنقلب المشاعر، ويصبح الشخص غير مُبالٍ بعد فترة».. نهى سعد.
خفَّفتُ عنها، أزاحت حملًا عن صدرها، ورحلتْ...
بعد أكثر من ساعة ونصف أمضتْها في الفضفضة...
نَاءَ بها الحِمْل الثقيل إلى هذا..
رغبتْ أن يسمعها غريب، بحاجةٍ هي إلى حديث لا تُلام عليه..
ولا يقتلها خوفُ ندمِ البَوْح بما قالت..
لم تسألني حتى عن اسمي...!!
ولا أعرف شخصيات حكاياتها..
تُرى! هل كانت تبحث عمَّن لا يعرفها، ولن تقابله من جديد؟!
أو وجدت نفسها منفجرة دون أن تشعر، تبوح بالكثير من مواقف أيامها الصعبة المدفونة بداخلها...
في كثيرٍ من الأحيان يلجأ بعضهم إلى البَوْح لتفريغ ما يُزعجه من ضغوطات لتهدئة نفسه، وفي الغالب لا يحتاج لنصيحةٍ، ولا يريد حلًّا لمشكلته، ولا يبحث عن الحلول الخارقة..
إنما يريد أن يتخلص من مشاعر أتعبته، أرهقته، آذت قلبه..
فاللهم لُطفك ورحمتك بنا فيما جرت به المقادير....
قوارع الدهر لم تترك أحدًا
وكثيرًا ما ردّدنا: ماذا لو كنت مكانه....؟!
كيف أكون وسط هذه المعاناة...؟!
هل أعود سليم الشعور مقبلًا على بستان أيامي دون أن تتربص بي سياط الخوف لتجعلني حَذِرًا متوجسًا؟!
وتنشغل أذهاننا بمواجعهم لفتراتٍ طويلةٍ بدرجة لا يمرّ يوم بدون أن نفكِّر بها...
مشاركة الآخرين مشاعر حُزنهم، وألمهم، ودعمهم؛ أمرٌ مهم وإنساني..
لكن علينا الانتباه إلى أفكارنا التفاعُلية؛ حتى لا تقودنا إلى السلبية والإحباط..
وألا نقع في -متلازمة التعاطف الزائد- التي تؤثِّر علينا بطريقة بطيئة وغير مباشرة.
تُصيبنا بتشتُّت الذهن، نغفل عن رؤية الحقيقة.
إن فهم الأمور بكلّ أحداثها بتمعُّنٍ وتوازن بدون تهويل هي التي تَجعلنا نتحكّم بمشاعرنا وقراراتنا..
كل ما نسمعه، ونشعر به؛ يساعد على تشكيل أفكارنا على نحوٍ ما...
يساهم في تكوين سلوكيتنا ونفسيتنا، ولو بجزء بسيط.
ضوء
«درجة عاطفة الفرد ترتبط عكسيًّا بمعرفة الحقائق».
- برتراند راسل