عطية محمد عطية عقيلان
تحتضن جامعة الملك سعود «معرض الرياض الدولي للكتاب 2023» تحت شعار «وجهة ملهمة»، وهي في نظري بمثابة تكريم لجامعة الملك سعود، صاحبة المبادرات الأولى في مدينة الرياض لإقامة معرض للكتاب، فمنذ أن كنا طلاباً في الجامعة في أواخر الثمانينيات الميلادية، كانت الجامعة تهتم بتنظيمه وإقامته، ورغم مرور عشرات السنين، يعود هذا المعرض ليقام في حرم الجامعة، مع تطوره من معرض للكتاب فقط ووفق محدودية الكتب ودور النشر، إلى نافذة ثقافية فكرية فنية متعددة، وتمنح الفرصة للجامعة بالتعريف بالدور الثقافي والإبداعي الذي تقوم به منذ تأسيسها، يساعدها التطور الثقافي والتنوع الفكري والرؤية المتعددة في دور معرض الكتاب، كوجهة ثقافية سياحية، تجذب الكبير والصغير، مع توفير الإمكانيات المادية والبشرية لإقامته، فعلى مساحة تزيد عن 46 ألف متر مربع، يقام المعرض، خلال الفترة من 28 سبتمبر وحتى 7 أكتوبر، ويتوقع أن يزوره أكثر من مليون زائر، سيتمكنون من الاطلاع على تشكيلة واسعة من آخر الإصدارات من دور النشر والمؤسسات الثقافية، بما في ذلك المخطوطات النفيسة والكتب واللوحات الفنية والمقتنيات النادرة وقصصها العجيبة، ويصاحبه أكثر من 200 فعالية، تناسب كافة الأعمار والأذواق، وتتنوع بين الأمسيات الشعرية والحوارات الثقافية والندوات، وورش العمل، وعروض مسرحية متنوعة، وحفلات موسيقية وغنائية، واستضافة كتاب ومفكرين ليتحدثوا عن تجاربهم أو تسليط الضوء على كتاب أعجبهم وتندرج تحت عنوان «حديث كتاب»، وستكون هناك أنشطة وفعاليات متنوعة لتثقيف الطفل، وإثراء قدراته الفكرية والمعرفية، وتحفيزه على القراءة والاطلاع على جوانب ثقافية وفنية متعددة، إضافة إلى برمج لاكتشاف المواهب الشعرية والأدبية وفن الإلقاء، كما أنه سيتم طرح «مؤتمر الناشرين الدولي» بمشاركة متحدثين محليين ودوليين في صناعة النشر والمؤلفين، وكذلك الناشرين الأفراد وصناع المحتوى. من خلال جلسات حوارية لمعرفة دورهم وما يقومون به، وعرض تجاربهم في الحقوق والنشر للاستفادة منها، في تطوير صناعة النشر وتصديره كمؤثر وقوة مهمة في العالم، كما أن هناك جوائز مصاحبة للمعرض، تقدم للكتاب ودور النشر، وذلك لتأصيل دور الناشرين في نشر وإثراء المحتوى الثقافي.
خاتمة: معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، في جامعة الملك سعود بالرياض، يعد أكبر معرض للكتاب في العالم العربي من حيث التنوع الثقافي والمعرفي والفعاليات المناسبة لكافة الأعمار، وستكون أيامه العشرة ملهمة وعامرة بالتنوع الثقافي والفكري، ومحفزة لنا ولعائلتنا بالحضور، والاستزادة الفكرية، والثقافية والفنية، وهي فرصة لاكتشاف ثقافات بلدان أخرى والتعرف عليها، سواء كنا أفراداً أو أصدقاء أو عائلات، ومهما كانت اهتماماتنا سنجد كتاباً أو فعالية قيّمة في المعرض، وهي حقاً ستكون «وجهة ملهمة للمتعة والمعرفة»، فلا نفوت الحضور وعيش التجربة، يقول الروائي وكاتب السيناريو الأمريكي جورج مارتن «إذا كانت القراءة كالطيران، فالكتب هي الأجنحة».