محمد بن علي بن عبدالله المسلم
عقد مجموعة العشرين قمتها الثامنة عشرة الأسبوع الماضي في دولة الهند «دولة بهارات حالياً» وترأس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في ظل ظروف دولية معقدة وصعبة حتى إنها سميت «بقمة الأزمة» اقتصادياً وسياسياً، فالاقتصاد الدولي يعيش أزمات التضخم ومحاولات تخفيضها برفع الفائدة لسحب السيولة في الأسواق مما أثّر في معدلات النمو وجعلها سالبة في معظم الدول، وانخفاض قيمة العملات وارتفاع مديونية الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية البالغة ديونها 70 تريلون دولار.. إضافة إلى المشاكل السياسية وأهمها حرب أوكرانيا بين روسيا ودول حلف النانو!
لقد عقدت القمة تحت شعار «إنساني جميل» (أرض واحدة، عائلة واحدة، ومستقبل واحد) ورسالة للعالم كانت:
- السلام والاستقرار والتنمية الخضراء.
- تسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة.
- التحول التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية.
- مكافحة الفقر، الأمن الغذائي والمحافظة على المناخ.
وشهدت القمة غياب الرئيسين الروسي والصيني بسبب معروف وهو مواقف كل من أوربا والولايات المتحدة تجاه البلدين في النواحي السياسية والاقتصادية بسبب حرب أوكرانيا من ناحية والسياسات الحمائية والعقوبات الاقتصادية التي تتبناها الولايات المتحدة وحلفاؤها تجاه الصين.
وقبل ذلك شهدنا عقد اجتماع دول مجموع البركس والدول المدعوة (من ضمنها المملكة) لتكوين تكتل اقتصادي جديد يكسر احتكار الولايات المتحدة (والدولار) في التجارة الدولية.
كما تم بحث الأمن الغذائي العالمي الحالي والمستقبلي والتغيّرات المناخية وأهمية تحفيز الزراعة الذكية وقبول الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في المجموعة.
لقد كان بيان القمة بمثابة ضربة للولايات المتحدة وحلفائها حسبما نشرت صحيفة (الفانينشال تايمز) البريطانية «أن البيان الختامي الذي تم التوصل إليه على مدى أسابيع من المفاوضات بين الدبلوماسيين كان بمثابة ضربة للدول الغربية التي أمضت العام الماضي في محاولة إقناع مجموعة العشرين حول أوكرانيا مما يشير إلى وجود عدم إجماع عالمي لدعم كييف!
كما خلا البيان الختامي من أي دعوة للتخلي تدريجياً عن مصادر الطاقة الأحفورية.
لقد كانت المملكة عضواً فاعلاً في المجموعة لأهميتها الاقتصادية والسياسية ومكانتها الدولية السياسية والدينية وموقعها الجغرافي.
كما أن المملكة -بحمد الله- من الدول القلائل من دول المجموعة التي تحقق نتائج إيجابية في النمو حسب الإحصاءات الأخيرة. وفي تصريح لسمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان عضو الوفد ووزير الطاقة (لوكالة الأنباء السعودية) والذي عبر عن اعتزازه بالتقدم الكبير الذي حققه اقتصاد المملكة في إطار مجموعة العشرين وتقدم ترتيبها من المرتبة الـ 18 إلى المرتبة الـ 16 من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وهذا لتحقيق هدفها في أن يصبح الاقتصاد السعودي من بين أكبر 15 اقتصاداً في العالم بحلول عام 2030 - بإذن الله.
وخلال فعاليات القمة تم توقيع سمو الأمير محمد بن سلمان مذكرة التفاهم لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند وأوروبا والشرق الأوسط (طريق حرير آخر من آسيا)، ويهدف المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف، وإنشاء خطوط سكة حديد وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، إضافة إلى كابلات لنقل البيانات.
زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للهند:
بعد انتهاء أعمال قمة مجموعة الـ20 قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية للهند ورأس سموه الجانب السعودي في مجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي الهندي وتم خلال الاجتماع توقيع 50 اتفاقية لتعزيز الاستثمار المشترك في عدة مجالات منها الطاقة، البتروكيماويات، الطاقة المتجددة، الزراعة والصناعة بـ3.5 مليار دولار، والعلاقات بين المملكة والهند تاريخية وكانت التجارة بين المملكة ودول الخليج كبيرة، بل كان هناك عوائل تجارية مستقرة في الهند في بومبي ونيودلهي.
والله ولي التوفيق.