عمر إبراهيم الرشيد
لن ندرك قيمة النعمة حتى نفقدها، هكذا جبل بنو البشر على الغفلة والنسيان والضعف الا الأنبياء وما رحم ربي انه عليم حكيم. أصبت قبل فترة وجيزة بحصى الكلى أجاركم الله من سطوتها وآلامها، ولا اخفيكم بأن علاقتي بالماء لم تكن قوية من ناحية شرب كميات كافية منه، ونحن في المملكة نتوق إلى رؤية الغيوم والسحب الرمادية وتلهبنا الشمس بحرارتها ووهجها طيلة اشهر الصيف، والتي تمتد وكأنها سنة بأكملها، ولو حسبتم المدة التي تختفي فيها الشمس خلف الغيوم مع المطر فلن تتجاوز الشهر في الغالب - باستثناء منطقة المرتفعات الجنوبية الغربية والطائف - ولله الأمر من قبل ومن بعد.
أعود إلى مشكلة تكون الحصى في الكلى والمسالك، وهي عبارة عن أملاح وترسبات نتيجة قلة شرب الماء مع الاكثار من الالبان ومنتجاتها وقلة المشي والرياضة، فنصيحتي كمجرب عانى مر الآلام وعذابات تحرك تلك الحصوات من الكلى إلى الحالب - وهي تشبه تحرك المسمار فتخيلوا معي ألم هذا التحرك - هي شرب الماء بكميات كافية صيفاً وشتاء..
قلت بأن قلة شرب الماء لها عواقب وخيمة على الجسم وحتى العقل بحكم أن المخ معظمه يتكون من الماء وليس فقط جسم الانسان. لكن دعونا نعرج على بعض العادات السيئة الأخرى لدى بعضنا فيما يتعلق بتعاملنا مع سر الحياة، فمن أكبر الاخطاء وبعد الخروج من دورة المياه والاستحمام سواء صيفا أو شتاءً عدم شرب الماء، لأننا نفقد كمية من السوائل بعد الخروج بل وفي فصل الشتاء وعند أخذ دش حار نفقد كذلك كمية من سوائل الجسم بفعل البخار. كذلك فان شرب كوب من الماء البارد أو المعتدل البرودة شتاء وقبل الخروج من المنزل يساعد على توازن حرارة الجسم مع الجو البارد خارج المنزل، وقبل الخروج كذلك في فصل الصيف يساعد على ترطيب الجسم للتكيف مع حرارة الجو في الخارج وهذه من الممارسات الغائبة عن الكثيرين. ولا ننسى بعض الممارسات الخاطئة، إذ في عز القيظ ورابعة النهار يتم تقديم القهوة والشاي فيشغل أهل الدار وضيوفهم بهما عن الماء أو العصائر الباردة، وصحيح أن ذلك من لوازم الكرم والضيافة لدينا، إلا أن هذا لاينبغي أن يلهينا عن سر الحياة. أما المطر فهو أنشودة السماء يغسل النفوس قبل الأرض وتفرح به القلوب كما تهتز له الأرض، وهو موسم يقترب بحول الله ولذا فلا بد من ألا يطغى الاحتفال بماء السماء على الوعي بخطر السيول، وترك التهور والتظاهر بالشجاعة في معانقة الشعاب والأودية الهادرة بالسيارات، مع أن الدفاع المدني مشكورا يحذر عبر مختلف الوسائل من تلك السلوكيات وتم سن العقوبات الرادعة والغرامات للمخالفين.
ختاماً اشربوا الماء بكميات كافية، وموسماً ماطراً بحول الله وقوته، إلى اللقاء.