د.نايف الحمد
عاصفة قوية تلك التي هبت على نادي الرياض مساء الجمعة الماضي عندما التقى بالزعيم الهلالي في ليلة جميلة سطع فيها الهلال وأضاء سماء الرياض رغم أنها كانت ليلة مطلع الشهر.. رياح قوية أمطرت بعدها بغزارة حتى سال منها وادي لبن وبات يهدد مقر (مدرسة الوسطى) القابع في ذلك الوادي في ضاحية لبن غرب الرياض العاصمة.
) في ذلك المساء وعلى ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز لمعت النجوم في سماء الرياض وخطفت أنظار عشاق المتعة والجمال وقدم نجوم الهلال لوحة فنية باهرة مطرزة بألوان الطيف وفيها من السحر ما يفوق الخيال!
) في تلك الموقعة لم يكن الغالبية يتوقعون ذلك الإبهار بعد أن عاد غالبية نجوم الموج الأزرق من أسفارهم وأداء مهامهم مع فرقهم الوطنية، لكن الإبداع في الهلال ليس له وقت ولا عنوان؛ وستشاهده وتستمتع به بلا مقدمات!
) في ليلة اكتمل فيها عقد الهلال وتلألأت نجومه وحضر عشاقه؛ لم يفوت الفرصة فقدم أجمل ما يختزنه من إبداع وإبهار.. كان الساحر البرازيلي (نيمار) يجلس على مقاعد البدلاء ينتظر دوره ليبث سحره وليخطف ألباب المتفرجين الذين يتوقون لرؤيته على ذلك المسرح الأزرق؛ لكنه تفاجأ بما يقدمه زملاؤه، فشعر أن حضوره لم يكن سوى لزيادة ذلك الإبهار وتتويجه بلمحاته التي ستجعل من ذلك العرض سيركاً عالمياً يصل صداه لكل عشاق الكرة، فصفّق لزملائه بحرارة، وشد عرضهم أنظاره، وكان ذلك على مرأى ومسمع من أنصاره.
) استعد الساحر للنزول وسط حماس المشجعين وترقب العاشقين، فكان دخوله بشموخ الفاتحين، فبعثر أوراق خصومه، وسكن الرعب قلوبهم في كل صولة وجولة.. فسرح في أرجاء الملعب ومرح، ولمناطقهم ما برح.. فكان كقطعة ألماس تتوسط قطعاً من الذهب صاغها محترف فأحسن تصميمها، ورتبها لتكمل بعضها؛ فكانت كلوحة بديعة أو سيمفونية جميلة يطرب لها العاشقون.
) هي ليلة من ليالي الزعيم الفاتنة وما أكثرها في تاريخ هذا الكيان العظيم، والأمجاد لا تكتب بجولة أو بطولة أو موسم، بل في مسيرة عظيمة ترجمت هذا الإرث، فكان الإبداع والشخصية والهيبة عنوانها الأبرز في الهلال حتى بات اسمه يتردد على كل لسان.
نقطة آخر السطر
) في لقاء الهلال بالرياض الذي انتهى بسداسية زرقاء ظهر الزعيم بأجمل حلّة من حيث المستوى الفني وروح الفريق الواحد وتجسد بشكل واضح في علاقة نجوم الفريق نيمار وميتروفيتش وسالم الدوسري، هذه الروح هي التي لطالما جعلت من هذا النادي مثالاً يحتذى به مع هذا التكامل سيذهب الفريق بعيداً هذا الموسم - بإذن الله.