أحمد يوسف الراجح
ترك رحيل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حزناً وألماً في وجدان محبيه تاركاً خلفه سيرة عطرة وسجلاً حافلاً ببصمات ثابتة ومميزة في تفاصيل وصفحات تاريخ المملكة العربية السعودية.
لقد فقدنا أميراً وأباً، لطالما كان قريباً من الناس وقضاياهم، سكن بروحه الحانية وابتسامته العطوفة، وأياديه البيضاء في وجدان جميع من تعامل معه.
كان سموه -رحمه الله- يجسد سياسة «الباب المفتوح» في استقباله للجميع دون تفرقة من مواطنين ومقيمين حتى وان كان ذلك على حساب وقته أو ماله الخاص ليكون بذلك رمزاً ونموذجاً لكل مسؤول وقيادي تميز أيضاً -رحمه الله - أنه دقيقاً في عمله، متواضعاً في تعامله، حريصاً في توجيهاته للمسؤولين مع متابعة مستمرة للدوائر والمشاريع الحكومية ليتحقق من سير العمل ومدى نجاح الخدمات المقدمة للمستفيدين، وذلك من أجل تحقيق تطلعات القيادة والمواطنين.
كان -سموه رحمة الله- يقود بنفسه اجتماعات متوالية للتشاور وتبادل الآراء والمعلومات والأفكار، والأخذ بمشورة العارفين لضمان الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة لتطوير المحافظة.
حتى أوجد -رحمه الله- في محافظة الخرج فرصاً للاستثمار وخلق بيئة جاذبة زراعية وصناعية قلَّ ما تحدث على أرض واحدة حتى أصبحت محافظة الخرج -ولله الحمد - ذات نهضة كبيرة منذ أن تولى إمارتها أواخر العام 1422هـ.
كماء عرف سمو -رحمه الله- حرصه على الجانب التراثي بجميع أشكاله وخاصة المباني والمعالم القديمة، حيث طور عدداً كبيراً منها في المحافظة وساهم أيضاً في تطوير عدد كبير منها في مناطق المملكة المختلفة.
في الوقع لا نستطيع ذكر مناقب الفقيد، فنحن بحاجة إلى مجلدات وأيام، ولكن أحببت أن استذكر معكم في مقالي هذا جهود وإنجازات ما هي إلا قليل من كثير، من عطاء وإنجازات -سموه رحمه الله. وإن هذا المقال هو شيء من واجبنا تجاه، تلك الشخصية العظيمة التي حظي بها وطننا الغالي.
حقاً ستظل باقياً بما تركت من عطاء وإخلاص..
رحم الله الأمير عبدالرحمن بن ناصر رحمة واسعة وأسبغ عليه من شآبيب رحمته.. سائلاً الله أن يجعل ما قدمه لوطنه ولأمته في موازين حسناته.