عثمان أبوبكر مالي
رسالة حضارية (رياضية) بعثها جمهور نادي الاتحاد السعودي من خلال مباراة فريقه الآسيوية أمام فريق (أجمك) الأوزبكي، التي لعبت مساء الاثنين الماضي في جدة.
الرسالة عبارة عن صرخة واضحة وصارخة موجهة (إلى من يهمهم الأمر) من مسؤولي الرياضة في الكرة السعودية ومالك النادي (صندوق الاستثمارات العامة) وإدارة شركة نادي الاتحاد، وهي رسالة مليئة بكثير من المغازي والمعاني الواضحة التي يتعين الوقوف عندها وعدم تجاهلها.
مختصر الرسالة يتمثل في عدد الحضور الجماهيري الذي شهدته المباراة، التي لعبت على استاد (الأمير عبدالله الفيصل) الملعب الجميل والتاريخي والمفضل لدى غالبية جماهير النادي العريق، قياساً إلى الإنجازات التاريخية والكبيرة، التي حققها من على أرضيته خاصة على الصعيد القاري، وتتمثل في انخفاض كبير في الحضور الجماهيري الذي تابع المباراة من مدرجات الاستاد، وبلغ عددهم (13.897) مشجعاً، ما يعادل نصف سعة الملعب البالغة 27000 مشجع, هذا العدد قليل وضعيف جداً بالنسبة للمعتاد من جماهير الاتحاد، والتي يصل حضورها إلى ملء ملعب مدينة الملك عبدالله (الجوهرة) في مباريات دورية و (عادية) والملعب سعته 60 ألف متفرج, مما يعني أن العدد يعد من أقل المباريات حضوراً خلال العشر سنوات الماضية، تشهده مباراة (دورية) للفريق، فكيف بمباراة (آسيوية) في البطولة القارية المفضلة لدى جماهير النادي، التي كانت تردد (دوماً) عبارتها المشهورة (بطولة آسيا لعبتنا المفضلة).
والملاحظ أن الغياب جاء بعد ابتعاد عن المشاركة في دوري أبطال آسيا طوال الثلاث سنوات الماضية، (بسبب فشل النادي في الحصول على الرخصة الآسيوية خلالها) وكان آخر ظهور للفريق آسيوياً مع الإدارة الحالية في موسم عام 2019م عندما تسلمت النادي والفريق متأهل إلى دور الستة عشر في البطولة، قبل أن يغادر من الدور ربع النهائي، وهذا يعني أن المتوقع أن يكون الجمهور مشتاقاً ويكون حضوره كبيراً جداً، يملأ مدرجات الملعب (الصغير) قياساً بحضوره الكثيف والمعتاد، حتى المباراة التي قبلها والتي لعبها في الجولة الخامسة على الملعب نفسه، قبل التوقف الأول (1 سبتمبر) وبلغ الحضور فيه (23.742) مشجعاً.
الانحسار الجماهيري الاتحادي الكبير أسبابه الأكيدة واضحة، ومن الضرورة الوقوف عندها، ومراجعتها وعلاجها سريعاً، حتى لا يزداد وتفقد مبارياتنا (المدرج الأول) حضوراً في ملاعبنا طوال العشر سنوات الماضية، بشهادة (الإحصائيات الرسمية) التي تقدمها رابطة دوري المحترفين، وآخرها إحصائية الحضور في دوري روشن الموسم الماضي.
كلام مشفر..
- الملفت في الانحسار حصوله في البطولة الآسيوية بعد ثلاث سنوات من الغياب، والملفت أكثر أن يحصل بعد (انتهاء فترة تسجيل المحترفين الأجانب) وقدوم الأسماء الكبيرة جداً والعالمية، والجاذبة للمشاهدة وحضور المباريات في كل الملاعب والأندية وليس العكس.
- أهم سبب لانحسار الحضور عدم تجاوب (إدارة النادي) مع مطالب الجماهير ومقترحاتها بخصوص دعم الفريق باللاعبين العالميين، وعدم تغيير سوى أربعة لاعبين عكس ما حصل في الأندية الثلاثة الأخرى التي غيرت (محترفيها الأجانب الثمانية) وأصبح شعور الجماهير الاتحادية أن فريقها (أضعف) في حين (زادت) قوة المنافسين الآخرين (أربع مرات).
- هناك عدم قناعة بقدرة الفريق على الاستمرار في المنافسة محلياً، ناهيك عن القدرة على الحفاظ على اللقب الذي حققه بجدارة الموسم الماضي، مما يعني أن النادي والفريق في (ورطة كبيرة) ولابد من وقفة وقرار يوقف كل هذا ويعيد الثقة من جديد.
- نقطة مهمة لابد من الإشارة إليها، وهي الشعور أن أحداً لم (يتفاعل) مع مطالب الجماهير الاتحادية ومقترحاتها ناهيك عن الاستجابة لها ولو بالحديث عنها، وتوضيح ما يحصل والرد على علامات الاستفهام، وما يحدث العكس وهو ظهور مسؤولين بالتقليل من (رغبات وطموحات) الجماهير إلى درجة التسفيه وإطلاق التهم عليها.
- الجماهير الاتحادية تنتظر أن يكون هناك (توضيح) لما ومن وراء ما حصل لفريقها وأسبابه، وضرورة محاسبة من فعله وجنى عليه وجعله ضعيفاً وغير قادر ولا مرشح للمنافسة المحلية التي كان يمنى النفس بها.
- ومن المهم أن يحصل ذلك سريعاً، وأن تتم محاسبة من كانوا وراء ما حصل و(خروجهم) من النادي، قبل وقت كافٍ من إقامة بطولة كأس العالم للأندية، لعل ذلك يعيد للجماهير بعض الثقة ويعيدها تدريجياً من جديد إلى المدرج، قبل البطولة، حتى لا تتحول مدرجات الجوهرة مع انطلاقة بطولة كأس العالم للأندية في ديسمبر القادم إلى مساحات خالية.