د. إبراهيم بن جلال فضلون
مصطلحات نسمعها ونتداولها دون التمعن فيها، فقط (طقطقة ولوكلوك وثرثرة) حتى بين من يدعون الخبرة ويُطلقون على أنفسهم خبراء، كما أطلق مدعو الساسة في أيام الثورات (نشطاء سياسيين)، وجميعها كوارث، كتطبيقات التواصل الاجتماعي التي أكلت عقولنا وعقول أبنائنا ومحتواها الذي لا رادع له ولا رقيب، فنسمع منها الفظ والقبيح بل والمدمر لأفكارنا ومعارفنا، وكُلٌّ منا يُؤول الأشياء وفق هواه ومصالحهُ.
وبلا شك بعض الظواهر الطبيعية غيرت خريطة العالم، بأقوى طاقاتها الكونية من أعاصير عشر ضربت العالم في العصر الحديث، وهو ما يُسمى مداريًّا «هوريكين»عندما يتكون في المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ، و»تايفون» عندما يكون غرب المحيط الهادئ، و»سيكلون « في المحيط الهندي.. ومن الأعاصير وأقواها عالميًّا إعصار باتريسيا أو باتريشيا الاستوائي من حيث سرعة الرياح القصوى الثابثة، والإعصار المداري فريدي على سواحل الجنوب الإفريقي، أما الأعاصير الاستوائية تكون شمال خط الاستواء عكس اتجاه عقارب الساعة بسبب دوران الأرض، وينقلب اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي. وتنشأ في الوسط، «عين» هادئة من الاضطرابات، حيث يغرق الهواء البارد باتجاه منطقة الضغط المنخفضة للغاية أدناه، وتحيط به رياح متصاعدة من الهواء الدافئ.
إعصار جالفستون الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة عام 1900، و»ماثيو»، بجزر الكاريبي وفلوريدا، وإعصار بتريشيا بالمكسيك أكتوبر 2015، وهايان بالفلبين وميكرونيزيا والصين وفيتنام عام 2013، ويلما عام 2005، بكوبا وأجزاء من شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وولاية فلوريدا الأميركية، والعاصفة «إيداليا» هذا العام في الأخيرتين، وكاترينا نفس العام، وميتش عام 1998، وتيب ضرب اليابان عام 1979، وبعدهُ نانسي عام 1906، وإيدا عام 1958، بينما كانت «إيوتا» أقوى عاصفة أطلسية تضرب اليابسة في 2020 في جمهورية غواتيمالا وغيرها من دول في أميركا الوسطى، ولا ننسي «عاصفة التنين» الرملية المصحوبة برياح شديدة السرعة والتي ضربت 8 دول هي مصر، عمان، سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين، العراق وتركيا.
وعن أسوأ عشر زلازل في منطقتنا العربية خلال القرن الماضي ويعيش في نطاق الخطر الزلزالي أكثر من 30 % من سكان الدول العربية كزلزال الشلف 1954 وزلزال بومدراس 2003 بالجزائر وزلزال أغادير 1960 وزلزال الحسيمة 2004 والحوز 2023 بالمغرب المنكوب حاليًّا بدانيال وتألمنا لحالها هي وليبيا التي دُمرت في زلزال المرج عام 1963، وزلزال تركيا وسوريا 2023، وزلزال ذمار 1982 باليمن وزلزال القاهرة 1992، ليلاحقها الجوائح والأوبئة التي صدمتنا مؤخراً وآثارها للآن موجودة (كوفيد10)، ومع هذه الأحداث، كان هناك غموض بشأن «دانيال» وهل هي عاصفة أم إعصار؟.. وجه العلماء أصابع الاتهام نحو تغير المناخ في تسببها بكارثة تألمنا لها جميعاً بالمغرب الشقيق وليبيا، ليلعب الموقع الجغرافي والظروف الطبيعية والعامل البشري دورًا محوريًّا في كارثة، جرفت سيولها قبل أن تتحول إلى عاصفة السكان بمنازلهم، وحصار سكان المُدن الجبلية بين سيول من الجبل وأمواج عاتية من البحر.
وتصنف درجات الأعاصير من خمس درجات. تبدأ خطورتها من الدرجة الثالثة لتكتمل وحشيتها في الرابعة والخامسة، فالأولى سرعتها ما بين 119 إلى 153 كم/ ساعة، مصاحباً لرياح خطيرة جدًّا، والثانية ما بين 154 إلى 177 كم/ ساعة، والثالثة مدمرة بين 178 إلى 208 كم/ ساعة، والرابعة كارثي ما بين 209 إلى 251 كم/ ساعة، لتكون الطامة في الخامسة بسرعة من 252 كم/ ساعة، فمثلاً الإعصار الدوامي أو القُمْعيّ أو التورنادو في مناطق أميركا الوسطى والجنوبية، والعواصف أو الأعاصير المدارية تتشكل في المناطق المدارية من العالم، أي الحارة وتتكون من منطقة مركزية تُعرف باسم «العين»، يُصاحبها أمطار وعواصف رعدية لذا فهي أكبر الأخطار وتهدد الأرواح والممتلكات، ويطلق عليها في أميركا Hurricanes وفي آسيا typhoons ثم تأتي مرحلة الإعصار بسرعة رياح سطحية 119 كم/ساعة. أو أكثر، في هيئة عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المناطق المدارية وتستمد منها طاقة تكونها. وتتشكل الأعاصير فوق المياه الاستوائية الدافئة حيث تزيد درجة حرارة سطح البحر عن 26 درجة مئوية.
لذا ف»دانيال» عاصفة من البحر الأبيض المتوسط بدأت في 5 سبتمبر تطورت إلى أو إعصار البحر الأبيض المتوسط «ميديكان» وهو إعصار يشبه الأعاصير المدارية، مُنتقلًا «دوريان» خلال الساعات الأخيرة، إلى الدرجة الخامسة لتصنيف الأعاصير، نحو الساحل الليبي بـ9 سبتمبر، وفق مركز كوبرنيكوس الأوروبي لتغير المناخ، بينما أرجعتها واشنطن بوست إلى أنها عملية تفاقمت بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان، ثم انجرفت نحو الجنوب لتسقط الأمطار الغزيرة على شمال شرق ليبيا وغرق أحياء كاملة فيها، وانهيار السدين بسبب ارتفاع منسوب المياه، وسط غياب حكومي وتصدع سياسي كامل، ليفقد الإعصار الكثير من قوته مع دخوله الحدود المصرية، قد تصل بقايا إعصار «دانيال» لتعكّر الأجواء المصرية في مناطق من (السلوم ومطروح وسيوة).
مكونات طبيعية ومناخية رُبما فيها خيرٌ رغم الهلاك والتدمير وارتفاع الأسعار لاسيما النفط، ونقص الإمدادات نتيجة إغلاق موانئ ليبية، ما غطى على المخاوف الاقتصادية في الصين، التي تؤثر على الطلب على الوقود، لكني أميل إلى عدم زيادة الأسعار وفق تقارير وكالة الطاقة الدولية و(أوبك)، وبعد فتح 4 موانئ نفطية رئيسية في ليبيا، بعد «دمار شامل» بسبب العاصفة دانيال التي خلفت رائحة الموت في كل مكان..
وقد أرعبتنا تنبؤات الخبير الهولندي فرانك هوجربيتس، بهزات أرضية عنيفة، في الفترة من 15 إلى 17 سبتمبر تقريبًا، إضافة إلى الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر، بقوة أعلى من 6 إلى 7 درجات، وفق ما نشرته دورية عبر حساب الهيئة الجيولوجية SSGEOS مبررًا توقعاته بحدوث اقترانات كوكبية يوم 14 بين (عطارد-الشمس-المريخ).. تليها قمم القمر، أي أننا سنشهد قمة قمرية عالية وقمة كوكبية تتقارب في يوم 19. .. وإذا حدث ذلك، فسوف ينتج عنه تسونامي جديد في أسوأ السيناريوهات، وذلك يعتمد على مستويات الإجهاد في القشرة الأرضية، لكن القول الفصل أن الغيب لا يعلمهً إلا الله الرحيم بعباده.