عثمان بن حمد أباالخيل
القيادة فنْ وذوق سواء قيادة السيارة أو قيادة المنظمات والبنوك والشركات العائلية وكل القطاعات الاقتصادية، القيادة هي عملية التأثير في الناس وتوجيههم لإنجاز الهدف سواء أكان القائد رجلاً أو أمرأه، فالقيادة لا تفرق بينهما. سؤال طالما تردد في ذهني أيهما يتمتع بصفات قيادية أقوى، الرجل أم المرأة؟ ليس هناك فرق طالما صفات القائد متوفرة لدى المرأة والرجل. القائد ذكراً أو أنثى له سلبيات وإيجابيات، القيادة ليست حكراً على الرجل، فالمرأة متفوقة في نواحٍ كثيرة في تفاصيل الحياة ومنها قيادة السيارة، في دراسة بريطانية جديدة أن النساء أفضل بكثير من الرجال في قيادة السيارة، ودراسة أخرى نرويجية تقول إن المرأة بالفعل تتمتع بمهارات تؤهلها لأن تصبح قائدة سيارة أفضل من الرجل، وذلك لأن الرجال أكثر عرضة لتشتت الذهن أثناء القيادة أكثر من النساء اللاتي يتمتعن بفطرتهن بقدرة أكبر على التركيز في الطريق.
أتساءل هل لدينا دراسة سعودية رسمية عن قيادة المرأة للسيارة منذ السماح في 26 سبتمبر 2017 لها لتاريخه. نحن على أبواب الذكرى السادسة لقيادة المرأة السعودية للسيارة، هذا يتوافق مع قيادة المرأة للسيارة مع رؤية 2030 من حيث تمكين المرأة وزيادة مساهمتها في النمو الاقتصادي والاجتماعي.
دروس مجانية تقدمها المرأة أثناء قيادتها للسيارة في فن القيادة، دروس يعرفها الكثيرون لكنهم يتجاهلونها، دروس في الالتزام بقوانين السير وتخفيف السرعة عند الاقتراب من إشارة المرور، إفساح الطريق لسيارات الإطفاء والمرور والإسعاف، احترام الذوق العام عند القيادة، السرعة المحددة والالتفاف يمين، القيادة الآمنة أثناء الأمطار والمسافة الآمنة أثناء القيادة. ملاحظاتي الشخصية وأجزم أنها ملاحظات الكثير حين أرى سيارة أمامي تستخدم مؤشر النور لتغيير مسار السيارة دون تردد أحكم على قائد المركبة وأقول إنها: امرأة سعودية. ليس لدي أدني شك أن المرأة السعودية أفضل من الرجل السعودي في قيادة السيارة، وهذا ما نلاحظه في شوارعنا. كل ما أخشاه أن تتأقلم المرأة مع قيادة الشوارع وتنسى ما تعلمته خلف أسوار مدارس تعليم القيادة.
من السهل على المرأة المتزوجة أن تقود السيارة بكل ذوق واحترام لأنظمة المرور، فهي تقود وتربي ذريتها الذكور والإناث، وهذا ينطبق على المرأة بصفة عامة فهي ملمة بفن القيادة.
في مقالي لن أكتب عن المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والأسرية عن قيادة المرأة للسيارة فهذا باب كبير.
إن قيادة المرأة للسيارة تعد سببًا لإلقاء النكات على النساء كون قيادتهن تعد الأسوأ، لكن الدراسات العلمية أثبتت أن النساء يتفوقن على الرجال في قيادة السيارة، وهذا ما أثبتته المرأة السعودية، وكما ذكرت على الجهات المعنية إثبات ذلك بالطرق العلمية والإحصائيات. الدارسات العالمية تؤكد أن السائقات لديهن أوقات رد فعل أسرع وأكثر مهارة في استعادة السيطرة على السيارة، إذ كان متوسط وقت رد الفعل لدى النساء 2.45 ثانية بينما كان متوسط وقت رد الفعل عند الرجال 2.63 ثانية.
همسة: قيادة المرأة للسيارة ليس بذخاً بل ضرورة اجتماعية.