د. نايف الرشيد
الرياض: عاصمة دولة مهمة ذات شأن عظيم، والأسبوع الماضي كنت ذاهبًا إلى عملي كالمعتاد بعد التاسعة صباحًا في منطقة العليا، حيث تعتبر المنطقة التي ما بين برجي الفيصلية والمملكة من أكثر المناطق المكتظة بالأعمال ومزدحمة في الرياض. وقد أدى وجود فعاليات مؤتمر تابع لوزارة الثقافة الأسبوع الماضي إلى ازدحام أكثر من المعتاد واستغرق مني البحث فقط عن موقف لسيارتي الصغيرة حوالي الساعة، وعادت بي الذكريات عن هذا الحي حينما التفت يمينًا ورأيت بناية كبيرة بيضاء مهجورة حيث كان يعمل في أحد طوابقها طبيب عيون مصري مشهور اسمه دكتور محمد شريف، حيث كنت أحضر والدتي للعلاج عنده قبل 30 عامًا، ورأيت أيضًا خلفها بناية أخرى مهجورة وقبل تلك البناية أيضًا بشارعين بناية أخرى مهجورة وأرض كبيرة ممهدة لم تستغل سوى من الحمام الذي يمشي عليها يومياً ويأكل من فتات بعض ما يرميه الناس من أكل، وأنا على يقين لو بحثت أكثر لوجدت أيضًا مباني أخرى مهجورة.
كل تلك المظاهر في رأيي تشوه صورة عاصمتنا التي نحبها ومن المفترض أن يفكر المعنيون بالأمر جميعًا بالسعي إلى حلول لتحسين صورتها، وكي تكون جميلة إلى درجة إعجاب المواطن وزائريها الكثر.
ولعلي هنا أقترح لهيئة تطوير مدينة الرياض، أن تتعاقد مع ملاك هذه المباني بأن تهدم بعض هذه المباني ويبنى فوقها مواقف سيارات بمواصفات عالمية تحفظ سيارات العاملين والموظفين والزائرين في أماكن منظمة وتحميها من تأثير حرارة الشمس، وتضفي جمالاً وترتيبًا لمدينتنا، وأن تؤجر أدوار مباني مواقف السيارات إلى شركات لمدة طويلة من الزمن لتمكنهم من الحصول على الربح المناسب، ويفرض عليها قانون بأن لا تتجاوز رسوم إيجار الموقف عن 5 إلى 20 ريالاً بالساعة، وذلك لتسهيل وتشجيع مرتادي هذه المنطقة في الوقوف لدى مواقفهم وأيضًا ستكون لديهم أفضلية تميزها عن المواقف المجاورة التي تبلغ رسومها 50 ريالاً بالساعة.
** **
- وزير مفوض متقاعد