سلمان العطاوي
تمثل مراكز المعارض بوابة حيوية لاستلهام الأفكار التجارية والتجارب الاقتصادية وتفسر كثير من توجهات الدول الاقتصادية والتجارية وهي منصة نوعية لعرض التجارب التجارية والأفكار الإبداعية وبناء العلاقات وتوثيق جسور التواصل والاتصال وعقد الصفقات التجارية والاستثمارية واطلاق المبادرات النوعية التحفيزية التي تساعد على تحقيق مستهدفات كل منظمة وجهة.
مراكز المعارض أرض خصبة لتبادل الأدوات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتعزيز علاقات الدول ببعضها فتجاوزت من كونها محركا اقتصاديا إلى قوى سياسية ناعمة تساعد على ترسيخ رسائل الدول وتسويقها .فأصبح كثير من الدول لا يهتم بالعائد الاقتصادي بقدر الاهتمام بالعائد السياسي الذي يؤثر مباشرة في عوائدها الاقتصادية.
فمراكز المعارض تسهم بشكل حيوي في تنمية إما عوائد اقتصادية أو سياسية. فالدول التي تعمل وتسهل عملية استقطاب المعارض والفعاليات النوعية التي تؤثر في المستهلك النهائي وتخلق مبادرات وتتفاعل معها يظهر ذلك جليا في نموها الاقتصادي والفوائد الاجتماعية والبيئية. هنا تلتقي الرؤى المشتركة لتشكل المستقبل وتعمل كمحفز للتعاون وتعزيز العلاقات الهادفة وإشعال شرارات الابتكار والاكتشافات الرائدة والتقنيات المتطورة.
مراكز المعارض هي المختبرات الرئيسة لفحص منتجاتك ومعاينة مدى التزامك بتفعيل خطتك الترويجية والتسويقية ومدى فعالية منصاتك الرقمية وإعادة تصورك عن نتائج مستهدفاتك وخلق قنوات تواصلية مبتكرة ومحسنة. وهي تلعب دوراً مهماً في إبراز الثقل الاقتصادي والسياحي لتلك الدول التي تتمتع بوجود مراكز معارض ذات بنى تحتية قابلة لتكييف معظم المعارض وفق معطيات القطاع الخاص ومستهدفات الخطط الحكومية فهي الأداة السياحية التي تساعد على اجتذاب أكبر قدر ممكن من الزوار وسياح الأعمال الذين بدورهم بنتقلون لمسوقين من خلال وكالاتهم المتناثرة بما يسمى تسويق الوجهة عما شاهدوه في تلك الدول ويؤثرون اقتصاديا من خلال ما ينفقون من أموال على الإقامة والنقل والترفيه ومجموعة من السلع والخدمات الأخرى.
ما تعلمناه خلال السنوات الماضية بأن العالم مكان صغير بحاجة إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة في صناعة المعارض وتوسيعها والتي تنطلق من مراكز مهيأة ومستعدة لاستقبال كبرى الأحداث وصناعات الاجتماعات الواعدة وهي حلقة الوصل بين معظم الدول من خلال وزارتها وهيئاتها وملاحقها التجارية.
مدينة الرياض من المدن الواعدة لاستضافة كبرى المناسبات والأحداث العالمية بميز تنافسية طموحة ورؤية ثاقبة وقد أصبحت الرياض محط الأنظار للمستثمرين من شتى البقاع بجهود وتوجيهات سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله عندما أطلق عدة مبادرات ومستهدفات تدعم المدينة وتعزز مكانتها الاقتصادية والسياسية والهدف لتصبح واحدة من أفضل عشر عواصم عالمية.
ولو تأملنا بعين مفكرة وقلب حاضر للنمو المتصاعد في المعارض والمؤتمرات سواء المحلية أو الدولية خلال السنتين الماضيتين لأدركنا أن مدينة الرياض بحاجة بما لا يقل عن ثلاثة مراكز معارض بمساحة لا تقل عن خمسمائة ألف متر مربع لصالات العرض مكتملة الخدمات ذات بنى تحتية بمعايير عالمية تواكب طموحات وتطلعات رواد القطاع والمستثمرين لاحتواء كثير من المعارض العالمية واستهدافها لجذبها لمدينتنا الواعدة والطموحة وترسيخ لمفهوم ما قاله سمو سيدي (سيكون الشرق الأوسط أوروبا الشرق الأوسط الجديدة).