خالد بن حمد المالك
للوطن قيمة، يرتبط المواطن بها، إذ تمنحه الهوية، حيث يعيش في هذه الحياة، ويستمتع بما في الوطن من خيرات ويستظل به في أمان وسلام، ويجد فيه ما يسعده ويقوي أمله نحو المستقبل، وفيه تكبر الطموحات، وتزيد تطلعات المواطن، حيثما كان هناك ما يعزز الانتماء في وطن شامخ.
* *
ولا قيمة للإنسان بلا وطن، ومن غير أرض يحتمي بها، وحدود تمنحه الحق بأن يكون ضمن إطارها، وهو إن فقدها، أو كان بلا ارتباط بها، فكمن يكون مشرداً، أو شريداً، أو مهاجراً، أو تائهاً، أو كان بلا ظل يستظل به.
* *
بعد غدٍ السبت نحتفل بيوم الوطن، بالذكرى السنوية الخالدة لليوم الوطني الـ (93) لنستذكر في هذه الذكرى المجيدة أمجاد الملك عبدالعزيز، ونتذكر دور الآباء والأجداد، ونهيم بين القصص والروايات إعجاباً بالمؤسس الذي صنع الوحدة، ورجاله الأبطال الذين ساندوه، وأوفوا بالعهد وأخلصوا النية، وكان النصر المبين.
* *
إنها ذكرى جميلة، تزرع في نفس كل مواطن كل هذا الحب وبمقدار لا حدود له من الاعتزاز والفخر، بما في ذلك قوة العزيمة، والإرادة التي لا تلين، والصبر الذي أعقبه النصر، كلما تلفّت الإنسان إلى هذه الصحراء الشاسعة التي تحوّلت إلى مدن شُيِّدَتْ, وخدمات وُفرت، وإنجازات لا مثيل لها، ومشروعات عملاقة تتميز وتتزين بها هذه البلاد.
* *
كل هذا كان نتيجة لما رسمه الملك المؤسس، وسار عليه وعلى خطاه الملوك من بعده، فمع كل ملك هناك عمل وإنجازات وتفاصيل سارة، ومع كل عهد كانت هناك خطوات من العمل تتسارع، بينما الإنجازات نراها تتعاظم وتكبر، وما يعمله وينجزه الخلف هو امتداد لما قام به السلف، فالمسيرة بكل تفاصيلها لم تتوقف، وهكذا نرى ونشاهد هذا التطور الهائل في كل بقعة من أرض الوطن، بما وفّر الأمان والحياة الحرة الكريمة لكل مواطن.
* *
كثير يمكن أن يقال عن هذه الذكرى الخالدة، وما صاحبها من إنجازات، ومن تطور، ومن عمل مشهود، وأن ما قلناه في العام الماضي وفي الأعوام قبل العام الماضي، نرى اليوم إضافات عظيمة وكبيرة عليه لتحسين جودة الحياة بالمشاريع الكبيرة، وبتجديد الأنظمة والتشريعات، وبالاهتمام بالإنسان ليكون هو من يقود مؤسسات الدولة ومشروعاتها والدفاع عن أمنها ومكتسباتها.
* *
في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رأينا ما لم نره من قبل في نوعية الإصلاحات، وتحسين الأنظمة، والاهتمام بالشباب من الجنسين، وإطلاق العمل في كل رقعة في وطننا الغالي، ولا أدل على ذلك من تمكين المرأة وإعطائها حقوقها، والاهتمام بالترفيه والرياضة والسياحة والثقافة، وتحسين الأنظمة والقوانين بما يجعلها مواكبةً للعصر الحديث، والتفاصيل في هذه وتلك وغيرها كثيرة ولافتة ومحفزة للمزيد من فرص العمل لتكون المملكة على نحو يجعلها إحدى الدول العظمى.
* *
المملكة الآن أمام اقتصاد مزدهر، واستثمار طموح، وعلاقات دولية متوازنة، وسياسة قوّت من مكانة المملكة دولياً، وهي الآن تعمل على أكثر من جبهة في سرعة متناهية لاختصار الوقت نحو تحقيق طموحات المواطنين، بهمة وعزيمة الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، وباستثمار قدرات شباب الوطن وشاباته في تحقيق الحلم الذي أصبح واقعاً مشاهداً على الأرض.
* *
لنحتفل باليوم الوطني احتفالاً يليق به، فهذه وحدة لم يُسبق إليها، واستثناءٌ تتفرَّدُ به المملكة ومؤسسها الملك عبدالعزيز، ومازال الطريق ممهداً لها لتحقيق المزيد من النجاحات بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ومعاضدة كل مواطن رجلاً كان أو امرأة، فالمسيرة نحو المجد يجب أن تتواصل، فهذا ما تعلمناه جميعاً من الملك عبدالعزيز، وننفذه في عهد الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان.