محمد الخيبري
لم تكن بداية الفريق الهلالي في البطولة الآسيوية بالشكل المرضي لعشاقه على أن البدايات المتعثرة للزعيم في المعترك الآسيوي أصبحت ظاهرة هلالية معقدة في كل مشاركة..
والمريح أن في الغالب مع كل تعثر هلالي في البداية يعقبه مستويات فنية قوية ومميزة تنتهي أحياناً في تحقيق اللقب ..
وكان آخر لقب آسيوي حققه كبير آسيا كانت بدايته متعثرة بالتعادل الأشبه بالخسارة ومن فريق أوزبكي ..
ولكن ردود الفعل لم تكن أيضاً متوقعة على الرغم من أن الحصول على نقطة التعادل وفي مستهل البطولة أفضل بكثير من خسارة كل النقاط ..
بعد نهاية لقاء الهلال مع نظيره نافباخور الأوزبكي تعالت الأصوات المطالبة برحيل المدير الفني بالهلال السيد «خورخي خيسوس» والذي حمّله الشارع الأزرق ما آلت إليه نتيجة اللقاء على الرغم من نسبة الاستحواذ العالية للفريق الهلالي وتحفظ الفريق الأوزبكي الذي لم يغادر مناطقه الدفاعية معظم فترات اللقاء وعمد إلى إغلاق منطقة المناورة ليتفرغ نجوم الزعيم بتنويع الهجمات من كل اتجاه وكان الحظ قد غاب أغلب فترات اللقاء عن لاعبي الهلال الذين تفننوا بإهدار الفرص ..
من وجهة نظر فنية أرى أن المطالبة بإقالة السيد «خيسوس» مطالبة غير منطقية في ظل نجاعة طريقة لعب الفريق الأزرق معه وتقديم أفضل المستويات وأكبر النتائج في المباريات السابقة ..
عامل التوفيق وعدم الحضور الذهني لبعض النجوم إضافة إلى ظروف المباراة سواء من مخاشنات أو عدم توفيق طاقم «التحكيم» في بعض القرارات جميعها عوامل طبيعية قد تؤثر على أي فريق ..
وقد ألتمس العذر للجماهير الزرقاء في المبالغة في ردة الفعل نظراً لما عانته منذ عقدين من الزمن والفريق يواصل الحصول على هذه البطولة خوفاً من عودة تلك المعاناة وعودة الضغوط النفسية ..
وعلى الرغم من تحقيق الهلال لهذه البطولة أكثر من مرة وخلال أقل من عقد من الزمن إلا أن مطامع الجماهير الزرقاء رفعت من سقف الطموح لما هو أبعد من البطولة الآسيوية ..
هذه الثقافة الهلالية والتي تعتبر «سلاحاً ذا حدين» ويشكل ضغوطات موسمية سواء على نجوم الفريق وعلى الإدارة الهلالية وعلى الإعلام الهلالي والجماهير الهلالية على حدٍّ سواء ..
ففي بيئة الهلال من السهل على كل ناقد فني ومحلل رياضي بأن يتعاطى مع القضايا الهلالية بشكل عادل على طريقة «إمساك العصا من المنتصف» لأن وضوح العلاقة بين المسؤولين والإعلام والجماهير وتبادل الاحترام بين الجميع وندرة الاختلافات والخلافات يجعل من البيئة الهلالية بيئة نموذجية في كل شيء ..
مايتم تداوله حالياً وبعد نهاية لقاء الهلال بضيفه الأوزبكي بالتعادل أشبه مايكون بتصفية الحسابات بين «بعض المنتمين» للهلال مع المدرب «خورخي خيسوس» وبعض نجوم الهلال ..
وتواتر ردود الأفعال بين مؤيد لبقاء المدرب وبين مطالب برحيله إضافة إلى تطاير أخبار حول مطالبة خيسوس برحيل قائد الفريق الدولي «سلمان الفرج» زادت من تمسك الجماهير الهلالية بكل مكتسبات الفريق الفنية ..
وسط تفاعل كبير من الجماهير الهلالية بشكل إيجابي تجاه تلك الردود التي «تُصنف» بغير المنطقية وقد تسبب عدم الاستقرار للفريق خلال مشاركته بالاستحقاقات القادمة ..
قشعريرة ..
تفاعل الجماهير الهلالية بالشكل الإيجابي والعمل على تعزيز مساندة الفريق الهلالي الكبير في جميع مشاركاته الخارجية والمحلية يؤكد بأن «الهلال للهلاليين فقط» وهذا العمل والجهد الكبير يحسب لحسن تعامل الإدارة الهلالية مع الأحداث الرياضية واعتماد الحسابات « الفيسيولوجية « لردة فعل الجماهير بكل دقة..