سلطان مصلح مسلط الحارثي
أمام هيبة الهلال واسمه وإنجازاته، تسقط عظمة النجوم، وتسقط هيبتهم وسطوتهم، مهما كان حجمهم، ومهما اعتلى شأنهم، ومهما حققوا من إنجازات عالمية، ومهما ملكوا من جماهيرية، ليبقى اسم الهلال هو الأول، لا أحد فوق الهلال، فالهلال وحده هو من يعتلي كل هامة وقامة،والهلال وحده هو من يستطيع «إخضاع» كل نجم لينضوي تحت لوائه، ويبقى الاسم واللون الهلالي هو الطاغي في المشهد، كل النجوم مهماكان اسمهم، ومهما كانت نجوميتهم، يندمجون مع هذه «الثقافة» بسرعة، وهذه الحالة الهلالية تحتاج لدراسة عميقة من المختصين، عن كيفية اندماج كبار نجوم العالم في كرة القدم مع «بيئة الهلال»، وعدم الخروج عن المألوف الهلالي، وكأنهم عاشوا في هذه البيئة منذ الصغر!
سابقاً، حضر نجوم الكرة العالمية والعربية للهلال، واندمجوا مع هذه البيئة بشكل لا يكاد يصدق، ويأتي على رأس القائمة كابتن منتخب البرازيل ريفالينو، الذي لعب مع الهلال ثلاث سنوات، كان فيها «جندي» ضمن «كتيبة»، وقدم للهلال عصارة خبرته، وحقق معه عدة بطولات،وتوالت النجوم على الهلال، حتى وصلنا اليوم، وحضر النجم العالمي وهداف منتخب البرازيل التاريخي نيمار، الذي لعب أولى مبارياته يوم الجمعة الماضي، ليسبقه خبر صحفي يؤكد أن «نيمار سيكون قائد الهلال وسالم الدوسري غاضب»، ليسقط هذا الخبر بعد ساعة واحدة فقط من نشره، حيث شاهدنا سالم الدوسري هو القائد، وحينما دخل النجم العالمي نيمار، كان من ضمن المجموعة، وصنع هدفين من الأهداف الستة التي ولجت مرمى فريق الرياض، ليضحك المشجع الهلالي وهو يرى نيمار «يقبل» رأس القائد سالم الدوسري بعد تسجيله هدف من ركلة جزاء كان يتوقع البعض أن يسددها نيمار، ولكن نظام الهلال «الواضح - الراسخ» لن يستطيع «تجاوزه» أي لاعب.
وتبقى الأسئلة التي تدور في ذهني وربما في ذهن المتلقي: ما هو السر خلف «جاذبية الهلال»؟! ولماذا اللاعب مهما كان اسمه يحترم هذا النظام ولا يستطيع تجاوزه؟! ولماذا الهلال وحده من ينفرد بهذه الجاذبية؟! ولماذا هذا لا يحدث في بقية الأندية مثلما يحدث في الهلال؟!
سوسٌ ينخر في جسد الهلال
في ظل الحملات الجماهيرية المتتالية على مدرب فريق الهلال البرتغالي جورجي جيسوس والمطالبة بإقالته، رغم أنه لعب حتى الآن 7 مباريات رسمية، ولم يخسر أي مباراة، بل يتصدر أقوى دوري عربي وآسيوي، بأقوى هجوم، أقول في ظل هذه الحملات الجماهيرية، أصبح بعض «نجوم» الهلال السابقين يشاركون في ردات الفعل العاطفية، دون أي اعتبار للرأي الفني «المحترم»، الذي من خلاله نستطيع معرفة الخلل، وتفنيد الأخطاء، ومحاولة تصحيحها، وإن كنا نعذر الجماهير بحكم أن الغالبية تنطلق من خلال «عاطفة» تتحكم في آرائها، إلا أن مشاركة بعض «النجوم» السابقين في الحملة الجماهيرية التي تتبنى إقالة جيسوس، ليس لها معنى إلا محاولة التأثير على أصحاب القرار، واللعب على عواطف الجماهير، ومحاولة «النخر» في جسد الفريق لهدف معين، أو لحاجة في نفس بعض اللاعبين!
جيسوس مثله مثل أي مدرب، يخطئ ويصيب، ولكن الحملة الشنيعة ضده ليس لها ما يبررها، ومشاركة بعض نجوم الفريق السابقين تزيدها اشتعالاً، خاصة إذا جاءت من باب «السخرية»، حيث ستنطلق من خلالها الجماهير التي لا تعرف «مقاصد» ولا «مآرب» بعض الناقدين،الذين يسعون لتحقيق «أهدافهم» من خلال مشاركة الجماهير واللعب على العواطف! وهذا ما لم نعهده على «نجوم الهلال الحقيقيين»، الذين دائماً ما يكونون قريبين من أصحاب الشأن والقرار، وأي ملاحظة لديهم على حال وأحوال النادي، يستطيعون إيصالها بكل سهولة، ولكن يبدأون «تحقيق الأهداف»، يحتاج لإثارة الجماهير ضد المدرب، وربما لاحقاً يكون هناك شخصية أخرى، حيث تتواصل الحملات حتى تتحقق الأهداف!
تحت السطر:
- غرابة الهلال تكمن في جاذبيته التي تجعل اللاعبين مهما وصلت نجوميتهم ينضوون تحت لوائه وكأنهم جنود لا يهتمون إلا لخدمة أوطانهم.
- شنوا حملة على الرئيس حتى أخرجوه بحجة أنه هلالي، واستقبلوا ودعموا مرشحا آخر ميوله ليست شبابية، هل مثل هؤلاء يخدمون نادي الشباب؟!
- كتب المشجع الهلالي صاحب المعرف في x «أبو جمال» الذي يقدم نفسه بـ»فلسطيني الأصل أمريكي الجنسية صاحب الهوىى السعودي» نصا رائعا بعد فوز الهلال على الرائد، حيث قال في تغريدة معبرة «كرة القدم لها نغم وطرب والليلة نادي الهلال كان المطرب، عود أزرق ونسمات جميلة تشعرها وأنت تتابع وتشعر وكأنك في سهرة راقية والكل سعيد ومندمج، الرياض في مثل هذه الليالي أعرفها جيداً لها جو ومزاج آخر، لا تسألني كيف فالهلالي يعي ما أقول، أحبك يا الرياض وأعشقك يا الهلال».
- رحم الله الأمير الخلوق خالد بن محمد رئيس نادي الهلال الأسبق، وعظم الله أجر أشقائه ومحبيه والوسط الرياضي، الذي عرفوه بحسن الخلق والأدب الجم.