د.شامان حامد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك)؛ رواه الترمذي.
لوحة فنيّة وطنية ولحظات من الزهو الوطني، نستشعرها بالروح والقلب وكل شيء في كلمات النشيد الوطني عكستها مسيرة 93 عاماً، تمثّل القيم والعناصر السعودية، وقصص رجالاتها، والتضحيات التي بُذلت في سبيل رفعة الدولة السعودية وتطوّرها، لبناء تاريخ المملكة وحاضرها ومستقبلها، بعد شتات القوم بالمنطقة الشاسعة من الرمال وصحرائها التي توحدت وقبائلها المختلفة على يد المؤسس، لتنطلق كلماته صادحة بعزم ابن بار لأرض الحرمين الشريفين قائلاً فيهم: «سوف تعيشون حياة هي أفضل بكثير من التي عاشها آباؤكم وأجدادكم»، فتحقق بناء الوطن، تحت راية الإسلام، بدلاً من مملكة الحجاز ونجد، وليرسم التاريخ يوماً وطنياً يُحتفى به منذُ 21 جمادى الأولى عام 1351- 23 سبتمبر 1932م، يوماً لإعلان قيام المملكة وتوحيدها، تحت رداء «اليوم الوطني» ليكون العام 93 بشعار «نحلم ونحقق»، لتُصبح واحة ظل ودوحة أمن وأمان وخيمة سعادة تجري فيها أنهار الإنسانية في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخطوات كبيرة من الإصلاح الشامل وصُنع سياسات حازمة هدفها الأول نماء الوطن والمواطن، وفق رؤية 2030 التي وضعت أسس ومنطلقات التنمية والتحديث في ثلاثة مرتكزات: (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح). عززت من المكانة الاقتصادية للمملكة، وجعلها واجهة استثمارية عالمية ومركزاً إقليمياً لكُبرى الشركات بفضل اقتصاد المملكة المتين وسياستها المالية المرنة وميزانياتها التريليونية، وحكمتها في إدارة الأزمة بكل دقة واحترافية أشاد بها العالم أجمع بدعم قيادتها وهمة شعبها، كان آخرها نجاح أكبر معرض عقاري بالعالم «سيتي سكيب الرياض» في ملهم، وقبله التقدير العالمي لما أطلقه ولي العهد في قمة العشرين «الممر الهندي الأوربي»، ودعوة الملك للبريكس، ودورها في حل الأزمات العالمية الروسية الأوكرانية، والمعضلة الإيرانية ومليشياتها من الحوثيين في اليمن الشقيق، ودورها في محاربة الإرهاب بالدول الشقيقة التي انهارت بسبب التنظيمات الدولية وداعش وغيرها بالعراق وسوريا ولبنان.
وتواصل المملكة العربية السعودية بتكاتف قيادتها وشعبها معًا في تعزيز مكانتها العالمية وبناء نهضتها الكبيرة وصولًا إلى عهد البناء والنماء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لصنع مجد يعانق عنان السماء وتطوير يفوق التوقعات على كافة المستويات، فهو وطن الإنسانية والخير لشعوب العالم ولا أدل على ذلك من مدها الجسور بالمساعدات لمتضرري المغرب وفيضانات ليبيا، وقبلهما السودان وغير ذلك مشهود به، فكانت المملكة برؤيتها موئلاً في غاية الإبداع يجد فيه كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه.
علينا أن نتذكر التضحيات الجسام والحفاظ على وحدتنا وقوميتنا، دون التفريط فيها، فمصلحة الوطن بُوصلة نهتدي بها، فلنحلُم ونُحقق، ولنكن أوفياء للعبقري والقائد العالمي الملك عبدالعزيز، وفيين لولي أمرنا سلمان الحزم ولي عهده الأمين -وفقهما الله-، فالوطن كلمة واحدة هي «الغالية» التي تستمد قوتها وعزمها من الله تعالى، ثم من تاريخها المُلهم قولاً وفعلاً.