د.صالح بن عطية الحارثي
في مثل يوم غد من كل عام ترجع العقول إلى ذكرى أصيلة وحادثة رصينة ذات شأن عظيم وأثر بالغ، هي توحيد بلادنا ووطننا الغالي حينما أعلن الملك المؤسس -رحمه الله- بتاريخ (21 جمادى الأولى 1351هـ-23-9-1932م) توحيده تحت اسم المملكة العربية السعودية، ومن يومئذ والجميع ينعم فيه بفضل الله تعالى ثم بمنته علينا بقيادة حريصة على أمن الوطن ورخائه واستقراره، وتبذل من أجل ذلك وفي سبيل تحقيقه النفس والنفيس.
في هذا اليوم نشكر الله ونحمده على أحلام صادقة وإنجازات نراها الحين بعد الحين تتحقق ويومًا بعد يوم بلادي تزدهر وتتقدم.
في هذا اليوم الكريم نجدد الولاء والانتماء ونؤكد رسوخه وعمقه في نفوسنا تجاه وطننا الغالي وطن المقدسات والمشاعر، وطن فيه قبلة المسلمين وبيت الله الحرام الذي تهوي إليه أفئدة الناس وتمشي إليه مسرعةً عقولهم وقلوبهم ونفوسهم قبل الأجساد، وتهرول إليه حبات القلوب في حب وشوق كلما زاروه رغبوا في العودة مرارًا وتكرارًا. قال تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ .
في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ترجع ذاكرة الحزم والعزم إلى ما قام به الملك المؤسس -رحمه الله- حيث توجهت جهوده بعد توحيد المملكة للعمل التنظيمي الذي أسس قواعده وأحكم تنظيمه وسار عليه خلفه من بعده.
ويسترعي انتباهنا الماضي العريق الراسخ والحاضر المشرق المعاصر حين أمر الملك عبد العزيز بتشكيل لجنة التفتيش والإصلاح في غرة محرم 1346هـ، وكانت مهمتها مراجعة عامة للجهاز الإداري للدولة وتحسس مواطن الخلل فيه والعمل على إصلاحه، وتنفيذاً لسياسة الملك عبد العزيز الهادفة إلى إعادة تنظيم أجهزة الدولة الإدارية لبسط السلطة على جميع مناطق دولته مع مراعاة الفوارق الإقليمية المختلفة أنشأ أجهزة عدة تنفيذية وإدارية.
وهكذا تمضي المملكة قُدُمًا بين عراقة ورسوخ ومعاصرة ومواكبة تحلم وتحقِّقُ.
طبت يا بلادي ثرى وقائدا
وحماك الله أرضا وسماء.