سلمان بن محمد العُمري
تحتفل بلادنا في هذه الأيام بالذكرى الـ93 على توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، والاحتفال باليوم الوطني ليس بجديد علينا، ولكني أستطيع القول إننا منذ عقدين فقط بدأنا نلمس ترقباً من الجميع لهذا اليوم يتزايد عما كان عليه من قبل، وذلك لأسباب عدة، أولها الإجازة الرسمية التي أصبحت معتبرة رسمياً لدى الجهات الحكومية كافة والخاصة في هذا اليوم من العام، والأمر الآخر التأثير الفعال للتقنية الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي التي أثرت مفهوم اليوم الوطني وعززت مفاهيمه وتحول إلى واقع جديد وملموس يختلف عن مفاهيم اليوم الوطني في السابق.
ما زلت أذكر فعاليات الأيام الوطنية منذ أكثر من خمسين عاماً وكيف كانت مقتصرة على ملاحق إعلانية في الصحف وأغاني وطنية في الإذاعة والتلفزيون دون أن يكون للمواطن والمقيم أي مشاركة فعالة في فعاليات أو مهرجانات أو غيرها، وربما كانت مشاركات يسيرة في تسجيل لقاءات سريعة مع بعض المواطنين في الإذاعة أو فتح المجال لشعراء لإلقاء قصائدهم، وكنا نذهب للمدارس في اليوم نفسه أو الغد ولا نجد أثراً لهذا اليوم.
اليوم ومنذ سنوات عدة تغير الوضع وأصبح هناك إجازة رسمية وفعاليات وأتاحت لنا القنوات الفضائية ووسائط الاتصال أن نرى العالم وكيف يحتفل بمناسباته الوطنية، وأصبحت شعوب العالم هي الأخرى تنتظر ماذا لدينا في مناسباتنا الوطنية.
ولقد لفت انتباهي الفكرة الجميلة لعدد من الأندية حينما قامت بإلباس لاعبيها الملابس الوطنية والشعبية وتصويرهم، وكذلك ترتيب العرضات السعودية لهم ومشاركتهم في أداء الرقصات بالسيف، وهي فكرة جميلة في عرض مناسباتنا ونقل ثقافتنا وتراثنا والتعريف بمناسباتنا للعالم، واليوم سوف نرى إضافات جديدة مع قدوم نجوم عالميين ومشاركتهم الرياضية مع أنديتنا.
(نحلم ونحقق) هو شعار هذا العام ليومنا الوطني في المملكة العربية السعودية.
وغرس حب الوطن، والتحدث عن النعم من المولى عز وجل. واليوم الوطني استشعار للنعم العظيمة التي أنعم الله علينا ابتداءً من نعمة الإسلام والأمن والأمان مع الاستقرار، ولابد من التذكير بذلك.
لابد أن يعي الناشئة أن اليوم الوطني ليس مقروناً بالإجازة والأناشيد والأغاني فقط، ورفع الأعلام، وأنه من الأهمية بمكان أن هذا الموضوع أن يتم إيضاحه وتبيانه من الأسرة والمدرسة.
إن حب الوطن دين وفطرة، ولابد من تكريس هذا المفهوم في أذهان الناشئة والشباب وإشعارهم بقيمة الوطن وشرف الانتماء إليه والمحافظة عليه في كل ميدان وفي كل وقت وآن، وآمل تضافر جهود الجميع في نقل صورة طيبة عن الوطن ولا نشوه صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، ويجب أن نستفيد من التقنية الحديثة في أن نرسم صورة واضحة وجلية عن بلادنا وعن ثقافتنا العربية والإسلامية وأخلاقياتنا وقيمنا الوطنية ومنجزاتنا الحضارية والإنسانية التي لا يرغب البعض في إظهارها ويعمل على طمس كل ما هو جميل في بلادنا.
في عالم التواصل الاجتماعي انفتحت الدنيا على بعضها وامتدت جسور التواصل بين مختلف دول العالم ولذا فإن الواجب أن نظهر الوجه الحقيقي والحضاري لبلادنا الغالية، وأن نأخذ على يد بعض السذج ممن يسمون أنفسهم بالمشاهير وأن يكون هناك مراقبة صارمة للمحتويات، فهي في هذه المناسبات ليست بالمقاطع الشخصية بل هي صورة للبلاد وسلوكيات أهلها، ومن الواجب أن يكون المحتوى في هذا اليوم لائقاً ومعتدلاً، ويبرز الخيرات والنعم التي تنعم بها بلادنا والتي حباها الله عز وجل، وتترجم الحب والتلاحم بين القيادة والشعب وما يلقاه المواطن والمقيم على حد سواء من عناية واهتمام في ظل قيادة رشيدة من لدن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.
حفظ الله بلادنا وأدام الله عليها نعمة الأمن والإيمان والرخاء والاطمئنان والاستقرار وكفاها شر الأشرار وكيد الفجار.