العقيد م. محمد بن فراج الشهري
وطن الشّموخ.. وطن الفخامة والاعتزاز.. وطن المجد والتاريخ.. نعم إنه وطننا الذي نعيش فيه ويعيش فينا.. ويرث مجده أجيالنا جيلاً بعد جيل ويطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام ويظل الأول من الميزان من عام 1352هـ يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي.. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز «رحمه الله» الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه.
ذكرى اليوم الوطني الـ 93 هي ذكرى مجد توحيد دارنا الكبير المملكة العربية السعودية، دار الرفعة والكرامة والعطاء، التي يتحقق على أرضها أحلام البشر كل يوم. دار العز لكل أبناء الأرض. اليوم الوطني للمملكة هو ثمرة جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - طيب الله ثراه -. واليوم الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام. ونحن منذ ذلك اليوم نشهد تقدماً وتطوراً عاماً بعد عام، وجيلاً بعد جيل، وليس ذلك من فراغ، بل بالعلم والعمل الجاد معاً، ونتيجة عمل مخلص لأبناء هذا الوطن الأوفياء.
لقد مرت ثلاثة وتسعون عاماً على التوحيد انتقلت خلالها المملكة من البدائية إلى العلم والتقدم، حيث استطاع الأبناء البررة تطوير المملكة وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق والمصانع والموانئ والمطارات وكافة أركان الدولة الحديثة، دولة العلم والعمل. فكل عام والسعودية تعانق السماء مجداً، وتبلغ السحاب فخراً وعزاً، أدام الله لبلادنا أمنها وأمانها واستقرارها، وسيظل دوماً طموحنا إلى عنان السماء.
نرى أمام أعيننا رسم ملامح المستقبل المشرق للمملكة، عبر «رؤية 2030» التي تقودنا لنهضة شاملة في مختلف المجالات، بجانب العديد من المبادرات الوطنية الهادفة إلى رفعة مملكتنا. حيث نرى رؤية المملكة في أولى خطوات تطبيقها تضاعف الإيرادات غير النفطية، وتم تمكين المرأة في سوق العمل، وارتفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وتم تفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة، وحماية البيئة. وأنجزنا خطوات كبيرة في مشروعاتنا الوطنية، مثل مشروع «ذا لاين» في منطقة نيوم، المدينة المليونية التي تجسد بمواصفاتها حياة المستقبل؛ وتتضمن سلسلة من المجتمعات العمرانية التي تدار بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي. وتشكل أساساً متيناً لبناء اقتصاد المعرفة لاحتضان الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات لخدمة البشرية.
ومن أبرز المنجزات التي نفخر بها جميعاً، ما تم إنجازه في قطاع التعليم، فبالعلم ترتقي الأمم، حيث يتم إنجاز التحول إلى التعليم الإلكتروني الرقمي، وشهد التعليم الأهلي ظهور مرحلة توسع ونمو، حيث حقق نمواً مطرداً في عدد من المدارس والجامعات الأهلية. وتم تطوير مناهج ابتكارية للتعليم الفردي لذوي الإعاقة، مع دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، إذ يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم محاور تطوير التعليم والتدريب الإلكتروني. كما يعد الابتكار أحد العناصر الرئيسية التي تحرص عليها خطة التحول الوطني لاقتصاد المملكة العربية السعودية. حيث تم إطلاق برنامج الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، ضمن برنامج التحول الوطني، وتم دعم جهود البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية؛ لمساعدة الجامعات في وضع استراتيجية وهوية بحثية خاصة، تعمل على رفع جودة النشر العلمي وتعظيم أثره.
ولا يخفى على أحد ما حققه القطاع الصحي من إنجازات - في عهد الملك سلمان - فهذه الإنجازات يشهدها العالم أجمع، وتؤكدها ملامح التطور الكبير في المجال الصحي, ومن أبرز الإنجازات في قطاع النقل، افتتاح مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة الذي يعد أحد أضخم المطارات على مستوى المنطقة، وافتتاح مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة، وافتتاح مطار خليج نيوم، وافتتاح قطار الحرمين الشريفين السريع. وقد احتلت المملكة المركز الأول عالمياً في مؤشر ربط الطرق في تقرير منتدى التنافسية العالمي، وتقدمت في مؤشر جودة خدمات الموانئ وفقاً لتقرير التنافسية العالمي، بالإضافة إلى التقدم في مؤشر التجارة عبر الحدود، ومؤشر الارتباط بخطوط الملاحة البحرية المنتظمة.
إن الشواهد على الإنجازات الكبيرة التي نشاهدها في عصرنا الحاضر، ويشهد بها العالم أجمع، لا يمكن حصرها، حيث لا يخلو مكان على أرض المملكة إلا ونجده معبراً عن نفسه بالإنجازات التي يشار إليها بالبنان. واستكمالاً للنهضة الحديثة، نجد الخطط والرؤى الوطنية تسير متوازية متناغمة نحو تحقيق أهدافها، بفضل سواعد وأفكار أبناء هذا الوطن الأوفياء.
وقد جاء إطلاق «رؤية المملكة « 2023»، لتكون ركيزة أساسية لنهضة عصرية للمملكة تلبي الطموحات العالية للشعب السعودي الذي ينظر إلى هذه الرؤية بعين التفاؤل ويعمل على تحقيقها بكل شغف لما تحمله من خطط طموحة تلامس جميع شرائح المجتمع السعودي. وفتحت المجال أمام السياحة الداخلية ولمن يرغب من دول العالم لزيارة المملكة. وسعياً لتنمية القطاع السياحي أقامت المملكة عدداً من المشاريع الضخمة والطموحة، منها مشروع «نيوم» ومشروع «القدية» ومشروع «البحر الأحمر» ومشروع «أمالا» واستقطبت أكبر المستثمرين في قطاع بناء المجمعات التجارية في المنطقة وأقامت مواسمها السياحية في جميع مناطقها، وأهمها «موسم الرياض».
اليوم الوطني السعودي الـ93، تعبير صادق عن مواجهة التحديات التي تعيشها المملكة العربية السعودية في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة والعربية والإسلامية، ومكافحة التطرف والإرهاب والصورة الناصعة عن رسالة الإسلام السمحة.
هذا باختصار بعض مايعيشه وطننا الكبير في هذا العهد الميمون عهد النماء والازدهار والعطاء المتسارع على كافة الصعد.. نسأل المولى أن يحفظ لنا وطننا وقياداتنا إنه على كل شيء قدير.