سهم بن ضاوي الدعجاني
عندما نحتفل باليوم الوطني الـ(93)، نتذكر جيداً أن الاحتفال بيوم الوطن، لم يعد افتخاراً فقط بإنجازات الماضي العظيمة على يد جلالة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وأبنائه الملوك من بعده، إنما أصبح الاحتفاء بيوم الوطن هو «حالة استلهام» لفجر رؤية المملكة 2030، وما أشرق في أرضنا من إنجازات عظيمة تجاوزت المحلية إلى العالمية، لذا جاءت مشاركة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين -حفظه الله- في قمة مجموعة العشرين 2030 التي عقدت في الهند قبل أسابيع تحت شعار «أرض واحدة وعائلة واحدة ومستقبل واحد»، لتركز تلك الرؤية على فلسفة عظيمة شعارها قيمة كل أشكال الحياة :الإنسان، والحيوان، والنباتات، والكائنات الحية الدقيقة، وترابطها على كوكب الارض والكون، لقد جاءت مشاركة المملكة امتداداً للحضور السعودي الأقوى في المشهد السياسيي العالمي، خاصة وأن المملكة في حضورها الفعال منذ قمة 2020 طرحت عدة مبادرات كبرى : تعليق مدفوعات خدمة الدين للدول الأكثر فقراً لضمان ودعم تلك الدول، وتوزيع السلع الطبية الغذائية خلال جائحة كورونا مساهمة من المملكة في الأمن الغذائي العالمي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية، وبذلك أصبحت المملكة أكبر الدول المانحة على المستوى العالمي، والمتأمل لكلمة ولي العهد في اجتماع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار والممرالاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا المنعقد في مدينة نيودلهي في الهند خلال قمة 2023 عندما أعلن ولي العهد للعالم إبرام مذكرة تفاهم لإنشاء ممرات اقتصادية خضراء تربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا في خطوة تاريخية تعزز موقع المملكة في قلب سلاسل الإمداد العالمية وتؤكد التزامها بالعمل لتحقيق تنمية مستدامة للعالم وهي امتداد لمبادرة «جسري» التي أطلقها سموه قبل فترة، تلك المبادرة وغيرها من المبادرات التي أطلقتها المملكة تشكل خارطة حضور نوعي عالمي للوطن في المستقبل، وتعيد هيكلة الصورة الذهنية عن «السعودية» في عيون العالم ، وتمنح المملكة حضورها الأقوى المستحق لها ولأجيالها القادمة ليصبحوا «قوة اقتصاديه منافسة، وهنا تضيف تلك المبادرات إلى سجل الإنجازات السعودية بعداً عالمياً جديداً.
السؤال الحلم
متى يبقى «يوم الوطن» محفوراً في ذاكرة الأجيال؟ إذا نجحنا في تعزيز حضور تلك المبادرات العظيمة في ذاكرة «نواتج التعليم» في التعليم العام والتعليم العالي بأساليب تربوية معاصرة من خلال خطط تعليمية طويلة الأجل، لمنح تلك المبادرات «الخلود» في ذاكرة «العقل السعودي» قبل ذاكرة العالم، وعندها فقط يتحول الاحتفاء بتلك المبادرات فرصة تأريخية ليبقى «يوم الوطن» علامة فارقة في مسيرة التنمية المستدامة لكافة شرائح المجتمع السعودي.