علي بن سعد القحطاني
تحتفل بلادنا العزيزة في مثل هذا اليوم ذكرى اليوم الوطني المجيد، يوم توحيد البلاد تحت قيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- والذي تم إعلان توحيدها تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، في اليوم الأول من الميزان، يوم 21 جمادى الأول 1351هـ، الموافق 23 سبتمبر 1932م.
إن بلادنا العزيزة منذ ذلك اليوم وهي تؤرخ بداية نهضتها الحديثة من تاريخ المؤسس وحتى يومنا هذا ويصادف ذكرى اليوم الوطني 93 لبلادنا المجيدة المملكة العربية السعودية يوم السبت 23 سبتمبر 2022م الموافق 8 ربيع الثاني 1445هـ وهي مناسبة نستذكر فيها ما قام به مؤسس بلادنا وباني نهضتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وأبناؤه البررة ومروراً بعهود أبنائه الملوك الميامين الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد، الملك عبد الله -رحمهم الله جميعاً- وحتى يومنا هذا وما تشهده المملكة من نمو وازدهار - بفضل الله - تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله- ليكملوا مسيرة البناء لهذا الكيان الشامخ والسعي الجاد لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تستشرف المستقبل وتسعى لوضع بلادنا الغالية في مقدمة الأمم بمتابعة دائمة وتوجيهات كريمة ودعم مستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله.
لقد أطنب مفكرو العرب ومثقفوها ورجال السياسة والإعلام وعلماء المشرق والمغرب وكبار رجال الغرب في وصف جلالته بعدما وجدوا في سيرته مادة خصبة لإثراء إنتاجهم الفكري والثقافي, ويحسن بنا أن نستعرض بعضاً من تلك الآراء للوقوف عند معالم تلك الشخصية التاريخية المجيدة في هذه المناسبة العزيرة وذكرى اليوم الوطني.
مقولة جلالة الملك فيصل: «ليس من اليسير أن أتحدث عن والدي كملك, لأن ذلك من حق التاريخ وحده.. وربما كان غيري أقدر مني على إنصاف رجل عظيم مثله, بنى ملكًا بعصاميته, وحفظ للعرب تراثًا مجيداً في البلاد المقدسة, وأقام الأمن والنظام في بقاع تسودها الفوضى, يهددها الخوف في طرقها وأرجائها, وتتألف من مقاطعات وإمارات وقبائل شتى في مساحات واسعة.. (شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز: 1/21).
مقولة الأديب محمد حسين زيدان: «البطل صناعة التاريخ وهو في الوقت نفسه صانع تاريخ وهو في الوقت نفسه صانع تاريخ.. لا أدعي أن هذا التعريف جامع شامل, كقانون لتعريف البطل, وإنما كل ما تدعو إليه موقف البطل المرحوم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ينطبق عليها هذا التعريف» (عبد العزيز والكيان الكبير: 80).
مقولة المؤرخ أمين الريحاني: «كان في بني أمية معاوية, وفي بني العباس المأمون, وفي الأيوبيين صلاح الدين, ثلاثة من عظماء العرب بل من عظماء الرجال في التاريخ العام, ولكنهم وإن وصلوا إلى ذرى المجد ورفعوا أعلام العرب في أقاصي البلدان, لم يتمكنوا من بسط سيادتهم على شبه الجزيرة كلها.
ولّت الألف والثلاثمائة سنة وهؤلاء العرب لا يزالون كما كانوا, وما غيّر الزمان شيئاً في أحوالهم المدنيّة أو بالأحرى البدويّة, ولا عمل فيهم عامل من عوامل التطور الاجتماعي «ألف وثلاثمائة سنة, حتى كتب لهم بِعُمُرٍ ثان, بعث إليهم بعبد العزيز بن سعود ليجمع شملهم ويوحد مقاصدهم, ويعزز جانبهم, ويؤسس ملكاً عربياً هو منهم, وهو فيهم, وهو لهم» (تاريخ نجد الحديث: 8-9).
مقولة المفكر والأديب العربي المعروف عباس محمود العقاد: «وشخصية صاحب هذه السيرة ونعني به جلالة العاهل الراحل عبد العزيز آل سعود شخصية بين المعالم واضحة لا تختلط بغيرها فهي تظهر دائماً بسمات خاصة فيها, ولا يختلف اثنان في أنها من تلك الشخصيات التي يعرف الناس فيها ذلك النمط الصانع للتاريخ» (مع عاهل الجزيرة العربية: 23).
مقولة الشيخ أحمد الجابر الصباح: «من نعم الله على الجزيرة, أن يحكم فيها ملك عظيم الشأن, كالملك عبد العزيز, عرفت جلالته وصحبته من خمسة وثلاثين عاماً, قبل أن يلي الحكم, وبعد أن وليه. فما غرّه الحكم ولا فتنه التاج والسلطان؛ وما برح الفارس الشجاع والقاضي العادل والسياسي المحنك». (شبه الجزيرة للزركلي: 2/736).
مقولة الملك علي بن الحسين: «إن عبد العزيز, هو خير من يستطيع أن يحكم الجزيرة العربية» (شبه الجزيرة للزركلي: 2/737).
مقولة عبد الرحمن بن عزام: «يمتاز الملك عبد العزيز, فوق خصال الشجاعة والكرم والعقل, بتبسطه في الحديث, وعدم التكلف فيه, والمؤانسة لزائره, وهو في جزيرة العرب ليس ملكاً فحسب, بل رئيس أسرة, ومن عجيب شأنه أن هذه الأسرة جمعت خصومه الأولين وأعداءه وأولياءه في ساحته, وكان مما يعجبني, وقد تشرفت بأن كنت ضيفاً له مرتين, أن أرى على مائدته أو في الصيد معه, أولئك الذين قاتلهم أو قاتل آباءهم من قبل, يعاملون معاملة الأخوة والأبناء» ((شبه الجزيرة للزركلي: 2/737).
مقولة إبراهيم عبد القادر المازني: «سيخلد التاريخ ذكر الملك الحكيم عبد العزيز الفيصل» (شبه الجزيرة للزركلي: 2/739).
مقولة الدكتور «فون وايزل» النمساوي: «وإذا عرفتم أن ابن سعود نجح في تأليف «إمبراطورية» تفوق مساحتها مجموع مساحات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا معاً, بعد أن كان زعيماً بسيطاً لا يقود في بادئ الأمر سوى خمسة عشر رجلاً, تمكن بمساعدتهم من استرداد الرياض عاصمة أجداده, لم يداخلكم الشك في أن هذا الرجل الذي يعمل هذا يحق له أن يُسمَّى «نابغة» (شبه الجزيرة للزركلي: 1/303).
مقولة عبد الله فيلبي: «إن جلالة الملك ابن سعود حاكم مثقف, لم يقدر للبلاد العربية أن تحظى بمثله وهو يعتمد في حكمه على تأييد الشعب وحماسته» (من حياة الملك عبد العزيز: 307).
مقولة كنت ولميز: «إن ابن سعود الرجل الفذ والحاكم العربي الوحيد الذي استطاع أن يخضع البدو وعرف كيف يحكمهم , هو أكبر أمراء العرب بلا مراء وأقواهم من غير منازع, هو ابن البادية التي ينبغ فيها من حين إلى حين, كبار الرجال فيظهرون فجأة ويسودون الناس بالعقل قبل أن يسودوهم بالسيف.. وابن سعود ذو قلب كبير وخلق طاهر نقي, يسود ولا يظلم ويحكم ولا يخاف غير الله...» (من حياة الملك عبد العزيز: 315 - 316).
مقولة خير الدين الزركلي: «في سيرة الملك عبد العزيز, سيرة «أمة» تحولت من ركود إلى النشاط, ومن الفتنة إلى الألفة, ومن نزعات العصبية الجاهلية والفوضى, إلى الإيمان والنظام, ومن الفاقة إلى اليسر, ومن الاستغراق في السبُّات إلى الأخذ بأسباب الحياة» (شبه الجزيرة للزركلي: 1/19).
مقولة الأديب والمفكر العربي المعروف عباس محمود العقاد: «سلخ الترك خمسمائة عام في بعض أطراف الجزيرة جاهدين لتحضير آحاد من البدو فلم يفلحوا, وفي بعض سنوات من حكم ابن سعود انقلب العدد الكبير من أهل الخيام والمضارب إلى سكان مستقرين في القرى والمدن». (مع عاهل الجزيرة العربية: 34).