سليمان بن صالح المطرودي
اليوم الوطني السعودي، ذكرى فريدة بكل ما تعنيه الكلمة، ففي كل ذكرى لتوحيد البلاد، وللرجال والأبطال والوقفات والأفعال والتضحيات، التي مكنت من انطلاقة لبنات التشييد والبناء، نحو العز والمجد والريادة لهذا الوطن الغالي والعظيم، تتجدد بإنجازات عظيمة في البناء والتشييد والتطوير في مختلف أرجاء الوطن، والانطلاق نحو المستقبل بكل حزم وعزم، ليؤكد للجميع أن الوطن في عيون جميع أبناء الوطن، قيادة وحكومة وشعبًا.
اليوم الوطني.. الحُلم الواقع.
لا.. حُلم المنام (وهو ما يراه النائم في نومه).
ولا.. حُلم اليقظة؛ والخيالات التي يمارسها ويغرق فيها العاجزون عن الحركة، وفاقدي الإرادة والعزيمة، لعمل إنجاز أو أي شيء مفيد على أرض الواقع.
بل هي أحلام طموحة، وخيالات واسعة، للخروج عن الروتين المألوف، ومسابقة قانون الجذب، لتحويل تلك الأحلام إلى واقع معايش، فهذه ميزة العباقرة؛ فهم يعيشون في أحلام واسعة، ثم يحولوها إلى واقع هادف ونافع ومفيد لأوطانهم وللبشرية.
يحق لنا أن نحلم ما دمنا قيادة وشعبًا ومسؤولين قادرين على تحويل الأحلام إلى واقع صعب ومبهر، لا كما يفعل غيرنا ممن يركنون إلى أحلام اليقظة، هروبًا من واقعهم الفاشل، المليء بالخيبات والإحباطات والهزائم.
يحق لنا أن نحلم ما دمنا نسير نحو أهداف، ووفق رؤية، ولدينا إرادة وعزيمة وطاقة وأمل وطموح وهمة عالية وثقة بالله ثم بالإمكانات والقدرات -التي ننفرد بها عن غيرنا- ونمتلك الأدوات الكفيلة لتحقيق النجاح؛ ولا نرضى غير النجاح المتميز.
أحلامنا هي تفكير واسع الخيال قادنا إلى تلك الإنجازات التي هي كانت حلمًا نروم تحقيقه بالأمس؛ واليوم هي واقع ملموس نفخر ونفاخر به، كمشروع بوابة الدرعية؛ مشروع التاريخ والأصالة، والعديد من المشروعات السياحية والتطويرية، والتي منها -على سبيل المثال لا الحصر- (ذا لاين، وسندالة، والعلا، والسودة، والمسار الرياضي، والمكعب)، حيث تتميز تلك المشروعات بأحدث التقنيات، وبالقيمة والفخامة والطبيعة الساحرة، والحضارة والتاريخ وجودة الحياة، والصحة والرياضات المختلفة، وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة، ومشروع السيارات الكهربائية، وبرنامج المملكة لرواد الفضاء، وغيرها من المشروعات التي تُنجز على أرض الواقع، تماشيًا مع رؤية المملكة (2030) لتمكين القطاعات الواعدة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني السعودي، وتحفيز الابتكار العلمي، والصناعات الوطنية في مجالات العلوم والتقنية، وتمكين ريادة المملكة العربية السعودية في مجالات متعددة.
هذه بعض أحلامنا التي كانت أحلامًا وصارت واقعًا، والقادم أجمل، فأحلامنا لا زالت تتدفق ولم تنضب ولن تنضب -بإذن الله تعالى-.
غيرنا «حلم» حتى الإغراق في الأحلام؛ بل الإدمان، هروبًا من واقعه اليائس والمؤلم، ليتقوقع في بوتقة الفشل والضياع والشتات، والنقد الحاد لأحلامنا، ليصبح بالنسبة لنا في عالم النسيان.
نعيش اليوم الذكرى الثالثة والتسعون، إلا أننا نتنفس ذكرى غد مشرق طموحه عنان السماء، بما نعيشه من خطط وبرامج ومشروعات وقرارات، تحتويها رؤية المملكة (2030) ذات المحاور الواضحة؛ من مجتمع حيوي بقيمة راسخة، وبيئة عامرة، وبنيان متين، واقتصاد مزدهر، بفرص مثمرة، وتنافسية جاذبة، واستثمارات فاعلة، وموقع مستغل، ووطن طموح، بحكومة فاعلة، ومواطنة مسؤول، عبر أهداف محددة، لتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتمكين حياة عامرة وصحية، وتنمية وتنويع الاقتصاد، تتحقق -بإذن الله- عبر برامج عملية فاعلة، ومؤشرات متابعة وتقييم ومراجعة منضبطة.
ذكرى اليوم الوطني، هي حب ووفاء وانتماء وولاء؛ لكل مواطن سعودي.
حفظ الله بلادنا، ووفق قيادتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وألبسه ثياب الصحة والعافية، وأمد بعمره وشد عضده بسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله وفقهما لكل خير، وجعلهما مباركين مسددين.