د. عيسى محمد العميري
تشرَّفت بإعداد وتنفيذ كتاب يتناول ومن واقع رؤيتي وقراءتي المتواضعة واطلاعي على مسيرة المملكة العربية السعودية الحبيبة والتي سرني كثيراً أن أخصص حديثي عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قائد الأمتين العربية والإسلامية وزعيمها. هذه الشخصية التي ظهرت في حياة تلك الأمتين، والتي كان لها عظيم الأثر على جميع المستويات، وأيضاً فإن ما دعاني للكتابة عن المملكة هو رغبتي نحو تلمس أبرز الإنجازات والأعمال التي جرت في المملكة خلال فترات ماضية على جميع الأصعدة. وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين -سدد الله خطاه - وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. ونقول بأنه ونظراً لتعدد تلك الإنجازات التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين والقفزات الهائلة والإسهامات التي قام بها وعلى مدار توليه المسؤولية. كان لها الوقع والأثر الأكبر على مسيرة المملكة وبالتالي مسيرة الوطن العربي بشكل كامل. وهنا يجب ألا ننسى بأننا هنا أمام شخصية زعيم حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، علاوة على أن ما دفعنا أيضاً لرفع القلم وشحذ الفكر للكتابة هو الإنجازات التي تحققت خلال فترات قياسية ظهر أثرها الواضح على الدولة وبشكل مغاير ومتوائم مع الرؤية العصرية التي تتسابق الدول والمجتمعات في العالم لتحقيقها واستقطاب كل أسباب تحسين وتطوير أداء البلاد وعلى رأسها تحقيق تطوير الاقتصاد والعمل على كل السبل الكفيلة باستدامتها.. ولأجل ذلك كله كانت الشخصية والخصال التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهي بلا شك صفات القائد والزعيم الناجح الذي يعمل على قيادة مملكته وشعبه نحو العلا والتطور وتحقيق التنمية المنشودة بعينها وعلى أصولها.. وينتقل من نجاح إلى نجاح يستحق الوقوف عنده في نظر جميع المراقبين لأحوال هذه المملكة والنظر لخادم الحرمين الشريفين أيده الله بعين الرضا من شعبه ووطنه. ومحاولة الاستفادة من إسهاماته الرائدة في هذا الشأن. وهذا بالفعل ما تفتقده الكثير من الشعوب في العالم، شخصية القائد والصانع للمجد. وإننا في هذا المضمار لا نضيف شيئاً جديداً عندما نذكر بأن خادم الحرمين الشريفين يمكننا تصنيفه ضمن القادة الكبار بل يمكننا وصفه بأنه زعيم الزعماء وقائد القادة في العالم أجمع. ونجد أنفسنا بأننا أمام شخصية من طراز فريد تعايش الحدث وملمة بكل تفاصيله وعلى بينة تامة بكل الأحداث المحيطة وكيفية اتعامل معها بأفضل أداء وبما يحقق المصلحة العامة لشعبه ومملكته. وجدير بالذكر بأنه ومنذ بداية تسلم خادم الحرمين الشريفين زمام القيادة السياسية وتدرجه في المناصب من قبل الذي أتى نتيجة لجهد وعزم أوصلته إلى ما وصل إليه.. وقام بكل ما قام به خلال سنوات مسيرته الماضية يدعونا إلى أن ننقله للأجيال القادمة للاستفادة منه، بل تدريسه في مناهج علومهم وخلال حياتهم العملية. ولو عرجنا بصفة مختصرة على مسيرته العملية وتوليه المسئوليات التي نستهلها بتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزارة الدفاع بعد إمارة الرياض، حيث حقق إنجازات غير مسبوقة على صعيد تطوير وتحديث الوزارة وبكل الوسائل والأساليب الحديثة والمتطورة وإنشاء العديد من الأجهزة فيها. وهي البيئة المناسبة لحماية البلاد والذود عن مقدساتها وأرضها بكل ما تقتضيه المصلحة الوطنية. وتوالت المسئوليات لتصل إلى أن أصدر العاهل السعودي طيب الله ثراه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمراً ملكياً باختيار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع (حينذاك). والذي أبلى خلالها البلاء الحسن في مسئوليته الجديدة التي تم منحها إياها بناء على الإنجازات التي حققها طوال توليه المسئوليات المنوطة إليه في الفترات الماضية من مسيرته العملية وصولاً إلى أن تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملكاً للمملكة العربية السعودية في 3 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 23يناير 2015م. بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. ومنذ تاريخ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لزمام المسئولية الكبرى للمملكة فقد كانت جهوده صادقة في قيادة المملكة وسفينتها إلى بر الأمان. فوضع على عاتقه هموم المملكة من أقصاها لأقصاها وجعل نفسه مسئولاً عن كل نفس فيها ووضع نفسه أمام مسئوليات جسام أمام شعبه وعاهده منذ توليه المسئولية وقسمه الذي حافظ عليه طوال قيادة لأمور المملكة أن يقدم كل ما بوسعه في سبيل تحقيق الحياة والعيش الكريم لأبناء شعبه واستكمال مسيرة الأولين وعلى نفس النهج الصادق الذي عمل على استدامته بكل الوسائل والطرق. فحقق مسيرة وطن حقيقية يشار إليها بالبنان.
ومن جهة أخرى لو تحدثنا عن جانب مهم في مسيرة وطن للمملكة العربية السعودية وهو الجانب الثقافي والسياحي والاقتصادي معاً فإنه لابد من نذكر بعض مشاريع الطموح والخيال الذي سوف يتحقق بإذن الله تعالى في القادم من السنوات ونقول وعلى سبيل المثال إن مشروع مدينة نيوم هو المشروع الطموح فعلاً فهو يثير لمحات من الخيال الذي يمكن أن يتحقق بمرور السنوات فمشروع مدينة نيوم Neom التي أوعز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.. أوعز لتنفيذها تمثل سبقاً وطموحاً يفوق الخيال.. ويعطي الانطباع بالجهود الجبارة والأفكار التي لا تقف عند حد من الحدود في مخيلة قائد مسيرة المملكة ذلك السبق الذي سوف يتحقق بمشيئة الله في المستقبل الواعد. سوف يكون سبقاً على مدى تاريخ النهضة والتطور منذ بداية نشوء المملكة.
فـ «نيوم» هو مشروع للحالمين فهذا المشروع يربط القارات الثلاث بعضها ببعض فهو يتضمن فرصاً اقتصادية خيالية للنجاح في مجال تم الدخول فيه لأول مرة في العالم أجمع، ويتضمن هذا المشروع أيضاً وسائل نقل مختلفة عما تم التعارف عليه، فهو يحتوي الطائرات دون طيار، وسيارات ذاتية القيادة. والأهم من هذا كله أن 10% من التجارة العالمية سوف تمر من خلاله، ولسوف تبنى فيه ألواحاً شمسية تفوق في حجمها سور الصين العظيم. وهذا المشروع سوف يحقق بإذن الله عائدا وحصيلة متوقعة تبلغ تريليون دولار من طرح الاكتتاب فقط. ومن ناحية أخرى نقول بأن رؤية السعودية 2030 هي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية تم الإعلان عنها في 25 أبريل 2016، وتتزامن مع التاريخ المحدد لإعلان الانتهاء من تسليم 80 مشروعا حكوميا عملاقا تشكل الرؤية الأكبر ضخامة في العالم من حيث توفير الاقتصاد القوى للمملكة في غضون السنوات القادمة التي سوف تكون المتغيرات أكبر من جميع التوقعات وبالتالي فإن رؤية المملكة المرسومة سوف تواكب تلك المتغيرات التي أشرنا إليها وتضع المملكة على السكة الصحيحة من الناحية الاقتصادية بالدرجة الأولى، وهو بطبيعة الحال ما تصبو إليه الدول في العصر الحديث وهو السعي لأن تكون قوية بين الدول ولن تكون أي دولة قوية إلا إذا كان اقتصادها قوياً ويستطيع مجاراة الحياة التي نعيشها اليوم.
وفي ختام مقالي هذا أقول بأن مسيرة وطن المملكة هي مسيرة حقيقية وفعلية نراها تتحقق اليوم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. جهود مشتركة لمسيرة وطن دائماً وأبداً. والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي