وفاء سعيد الأحمري
كنت في زيارة لصديقاتي من أيام الابتعاث في بريطانيا في صيف هذا العام, إحداهن دكتورة في جامعة نوتنجهام والأخرى دكتورة وعضو هيئة تدريس في جامعة في لندن. التقينا بعد انقطاع تقريباً سنتين. كنا في السابق تدور الأحاديث الأغلب منها عن الأبحاث والمجتمع الأكاديمي كون أننا نفس التخصص ونفس الاهتمامات البحثية.
لكن المرة هذه كان هناك محور مختلف بدا واضحاً في حديثهن عن الأمان ومستوى الجريمة وأبدين قلقلهن جداً من هذه النقطة على أولادهن. حقيقة أن هذا على غير العادة سألنني عن الأمان في السعودية وذكرت لهن أنه موضوع لا يقلق ولا قد سبق لي الحديث عنه أو التفكير فيه لأنني لم أشعر أبداً بشعور قلق تجاه هذا الموضوع ولم أفكر أبداً أنه قد يكون لدي مشكلة في الأمن والأمان.
قادني الفضول لأبحث عن النسب ووجدت أن المتوسط الوطني للجرائم 91.9 جريمة لكل ألف شخص. يوركشاير (Yorkshire) وهامبر (Humber): ما يعادل 111.1 جريمة. شمال غرب إنجلترا: 109.2 جريمة. شمال شرق إنجلترا: 104.3 جريمة.
الجريمة في السعودية تعد معدلاتها منخفضة مقارنة بالمعدل العالمي للجريمة، فنسبة الجريمة في السعودية 0.8 لكل 100,000 نسمة، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 7.6 لكل 100,000 نسمة.
قد ننسى بعض النعم أو لا نشعر بأهميتها بسبب أنها موجودة دائماً ومتاحة ولكن وجب علينا استشعار هذا الأمن والامتنان لله على نعمة الأمن والأمان في المملكة العربية السعودية. والأمن بفضل الله متوفر بأنواعه حتى الإلكتروني والأمن السيبراني والداخلي والصحي والاجتماعي.
هناك قوانين وأنظمة والدولة تولي هذا الجانب أولوية لهذا نحن كمواطنين بفضل من الله لم يكن يوماً ما أمننا هاجساً لنا أو أمراً يدعو للقلق. لهذا نشعر بالاستقرار حيث الأمن من أهم احتياجات الإنسان في هرم ماسلو أو تدرج احتياجات الإنسان في نظرية ماسلو. فإنه بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية من توفر الأكل والشرب والنوم، تظهر الحاجة إلى الأمان في المرتبة الثانية وفق نظريته وهي تشمل (السلامة الجسدية من العنف والاعتداء, الأمن الوظيفي, أمن الإيرادات والموارد, الأمن المعنوي والنفسي, الأمن الأسري, الأمن الصحي, أمن الممتلكات الشخصية ضد الجريمة) .
حديث صديقاتي للمرة الأولى يكون هاجسهن الأمن ويكون موضوع قلق وشائك أصبح خاصة بعد كوفيد والأزمات الاقتصادية المترتبة على ذلك في العالم وهذا الحديث جعلني أستعشر نعمة الأمن والأمان في وطني. أدام الله أمننا واستقرارنا وازدهارنا. ونحمد الله دائماً وأبداً على نعمة السعودية الخضراء أمناً ووطناً وقولاً وفعلاً.