محمد فؤاد زيد الكيلاني
عاش العالم هذه الأيام فاجعة كبيرة لم نشهد مثلها منذ زمن طويل، وهي إعصار ضرب ليبيا وخلف وراءه آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وزلزال ضرب المغرب وكانت نتائجه كارثية، هذا الأمر يمكن أن نعتبره طبيعياً نظراً لأن الأرض تجدد نفسها كل فترة من الزمن، لكن عدد المتوفين والمصابين والمفقودين يجب أن نتوقف عند هذا الأمر تحديداً.
الزلازل تضرب أي بقعة في الأرض دون استثناء، فهذا الأمر يعتبر طبيعياً، لكن الضحايا أمر غير طبيعي على الإطلاق، فهناك خلل ما في المنظومة، يرى مراقبون بأن هذا الخلل في نوعية البناء القائم، يمكن أن يكون مر عليه زمن طويل أو الغش في بنائه، وهذا الأمر كان واضحاً في زلزال المغرب ومن قبلها زلزال تركيا وسوريا، النتيجة بأن الخطأ بشري وليس كما يدعي السفهاء وأعداء الدين بأن هذا الأمر من الله أومن غضب الطبيعية للهروب من تلمس الأسباب ومعالجتها، مع أن كل شيء بقدرة الله، فهناك مواقع على اليابسة لا يحدث فيها زلازل لأنها في مكان بعيد عن الفالق الزلزالي.
ربما الحكومات العربية تنتبه إلى هذا الأمر، وتعيد حساباتها من جديد في عمليات البناء أو تجديد البناء القديم إن أمكن، ووضع الكود العالمي للبناء، كي لا تحصل مثل هذه الحوادث الأليمة في حال حدوث زلزال أو إعصار، فالسدود الذي انهارت في ليبيا كانت السبب الرئيسي في ارتفاع أعداد الضحايا، نظراً لعدم صيانتها أو بنائها القديم.
الزلازل كثيرة في دول العالم، اليابان مثلاً شبه يومي بها زلازل قوية ومدمرة، لكن البناء مقاوم للزلازل، والصين أيضاً بها زلازل، ودول كثيرة أخرى في هذا العالم يحدث بها زلازل وأعاصير وغيره، فلا نسمع عن أعداد الضحايا بهذا الشكل المرعب.
يرى مراقبون بأن الزلزال لا يقتل بل الغش في البناء هو السبب الرئيسي لقتل الإنسان، بينما الإعصار يمكن أن يخلف ضحايا بأعداد قليلة بينما البيوت الضعيفة أو القديمة أو السدود القائمة على الغش وعدم الاعتناء بها أو صيانتها هي السبب الرئيسي في ارتفاع أعداد الضحايا بهذا الشكل، وهذا ما حصل في ليبيا تحديداً.
رحم الله شهداء المغرب وليبيا بما حل بهم من مصيبة عظيمة، وفقدان أشخاص بالآلاف ولا ذنب لهم إلا أنهم ضحية غش متعهدين، ويجب محاكمة كل من كان له يد في التقصير أو الإهمال أو عدم المبالاة أو عدم الاستعداد لمثل هذه الحوادث.