ناهد الأغا
ذات مساء من مساءات الصيف الجميل، ولياليه الخلابّة المليئة بأنسام الهواء العبق، كان الجلوس وتفيؤ الظلال في مكان يسحر الخيال، ويرحل بالجنان إلى أعماق الشعور والإحساس، كان ذلك حياً في نفسي بعدما زرت فيا الرياض، بعد مُشاهدة ما بُث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مناظر خلاَّبة وساحرة للأنظار عن موجودات نفيسة، تجعل النفس تواقة للانبهار حينما يقف بذاته في جوانب معمورة مشيدة بأرقى درجات الإتقان الفني.
«يا الرياض» منجز حضاري وطني رفيع المستوى، يضاف إلى سجل الفخار لوطن تشرع جناحا المجد فيه لتحلق عالية، تذهب بخيالك بعيداً بعيداً في فِناءٍ جمع بين جمال التصميم الذي امتاز بفخامة المباني وطرازها البديع على النمط السلماني، والتراث العريق الذي يُحاكي الهوية السعودية العريقة، ومحاكاة الجانب المعماري العريق لمدينة الرياض العزيزة، التي ألهمت ماضياً وحاضراً الشعراء بمدح جمالها وحُسنها، والتغزّل بها، واستذكرت رائعة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن (وين أحب الليلة) حين تغزل قائلاً:
في الليالي الوضح.. والعتيم الصبح... لاح لي وجه الرياض..
آه ما أرق الرياض تالي الليل..
أنا لو أبي... خذتها بيدها.... ومشينا..
وعادت للذكريات أبيات الشاعر الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله - في قصيدته (أنت الرياض)
وفاتنة أنت مثل الرياض
ترق في ملامحها في المطر
وقاسية أنت مثل الرياض
تعذب عشاقها بالضجر
ونائية أنت مثل الرياض
يطول إليها..إليها.. السفر
وحين تغيبُ الرياض
أحدّق في ناظريك قليلا
فأسرح في «الوشم» و«الناصرية»
وأطرح عند «خريص» الهموم
وتتوالى المنجزات الرائدة منجزاً تلو منجز، ويضاف إبداعٌ إلى إبداعٍ في مسيرة الوطن، والسعي الطيب لتحقيق الرؤى الخيرة المثمرة، وتحقيق رؤية 2030 رؤية الخير والنماء اللا منتهي، فكان لتدشين معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفية لمنطقة «يا الرياض» في الحفل البهيج الذي أقيم بتاريخ 31 من يناير 2023، من أثر بالغ في النفوس، عن معلم سياحي وترفيهي وطني يجمع بين أصالة ومعاصرة في جوانبه، وكان لهذا التدشين في نفسي الشيء الجميل، لما أحسست به ورأيته عن حرص الهيئة العامة للترفيه على توفير أفضل سُبل الرفاه الكريم، وأنها ما زالت تحفنا في كل يوم بكل ما هو جديد وأنيق، لتصنع السعادة وترسي معالمها لجميع من يقطنون على أرض الخير، وينعم كل إنسان وذويه بالفرح والسرور والبهجة، وترسم على شفاههم بسمة الأفراح والعنفوان، وتنتشي نفوسهم لما لمسوه وعوائلهم من كل ما فيه جمال وبهجة، تشعرك بعدم الرغبة بمغادرة هذا المكان، وتتمنى توقف عقارب الساعة عن الحركة، لتنعم بوقت أطول وأطول منسجماً في ألق وتألق وجمال وعنفوان، يأسر الأعين والقلوب، والعقول، حقاً إن زيارتكم لهذا المكان الفخم ذي التجربة الجديدة المتميزة ستنقلكم إلى عالم من الانبساط والسعد الكبير وسط شلالات الحب والمودة والابتهاج.
وفي كل لحظة نلمس السير بخطى ثابتة ومشرقة وعزم أكيد، وتسطر صفحات مجد تعقبها صفحات في كتاب الوطن العتيد بحرص ودعم ورؤية القيادة الرشيدة، سدد الله على درب الخير خطاها، وأدام هذه المعمورة عامرة بالخير والبركة.