إيمان الدبيّان
اللقاءات والمقابلات التلفزيونية لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود هي لقاءات قليلة في حدوثها عميقة في مضمونها، محاورها متكاملة وأسئلتها شاملة والأجمل هو في إجابات سموه الواضحة وتعليقاته الهادفة وهذا ما عهدناه في سموه في كل لقاءاته وتصريحاته المحلية والدولية، وآخرها المقابلة التلفزيونية على قناة (فوكس نيوز الأمريكية) مع كبير المذيعين فيها والتي تزامنت مع فترة الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية فكان لنا نحن السعوديين لقاء هام واحتفاء عام.
أجزم أن العالم أجمع بمختلف توجهاته السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية وبكل فئاته المجتمعية كان يضبط ساعته مع موعد اللقاء لأسباب كثيرة من أبرزها: شفافية الأمير في الإجابات، ودقته في الأرقام والبيانات التي تؤكد وتبرهن على أهمية المملكة عالميا في صناعة القرارات الدولية ومواجهة التحديات العالمية؛ لذا كانت الأسئلة صريحة حول سياسة السعودية النفطية التي قال عنها ولي العهد بإجابات أكثر صراحة: «سياستنا البترولية يحكمها العرض والطلب، وملتزمون باستقرار أسواق النفط، قرارات أوبك+ لا تدعم طرفا على حساب الآخر». وكذلك عن الممر الاقتصادي الذي أعلن عنه ولي العهد خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين في الهند مؤخرا، حيث قال الأمير محمد بن سلمان: «إن الممر الذي سيربط الشرق الأوسط بأوروبا سيوفر الوقت والمال».
وتابع حديثه عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية حيث قال: «نحن من أكبر خمسة مشترين للأسلحة الأميركية، وانتقالنا لشراء الأسلحة من دول غير الولايات المتحدة ليس من مصلحتها».
وعن مجموعة دول «بريكس» وتأثير الصين على العالم بما فيها أمريكا التي ستنهار لو انهارت الصين، وعن الأسلحة النووية وتأثيرها وهل ستتم حيازتها، ومدى التقدم في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائلية ومواضيع أخرى دولية وعالمية. كذلك تابع حديثه حول ما يتعلق بالشؤون الداخلية السعودية حيث أكد سموه: «أن الاقتصاد السعودي غير النفطي هذا العام سيكون من الأسرع في مجموعة الـ20. كما أكد أن هدفنا الوصول بالسعودية للأفضل، وتحويل التحديات إلى فرص».
ولفت إلى أن استثمار السعودية في السياحة رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3% إلى 7%.
كما أشار الأمير محمد بن سلمان إلى «أنه يجري العمل على إنجاز بعض الأمور التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، والإعلان عنها في عام 2027 أو 2028، هذا هو الأمر الأساسي الذي نركز عليه».
وقال «لنحقق أهدافنا في المملكة يجب أن تكون المنطقة مستقرة، ونتطلع أن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتقدم اقتصاديا».
حوار ولقاء لم يقتصر على ما ذكر في هذا المقال فالمقابلة أشمل وكل ما جاء فيها يجعلنا فخورين بعراب رؤيتنا وملهم شبابنا وقياداتنا، قائد بقراراته لمنطقتنا وموجه بوصلة عالمنا، ذلك الرجل الذي كان واثقا في كل جواب يأسر بمنطقه الألباب، ويأخذك في مكان اللقاء إلى الإعجاب بالطبيعة ومشاهد البناء والإنجاز لتبحر من شواطئ البحر الأحمر إلى الخليج العربي ترقب الشمال وتنظر للجنوب وتحتضنك نجد على قمم طويق الشامخة تسمع وترى وتحكي للعالم قصة محمد بن سلمان وتقول معه إن المملكة هي «أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن».